أظهرت الغارات الجوية المتواصلة والقصف المدفعي الكثيف، المترافق مع هجمات برية تشنها قوات التحالف الاميركية - البريطانية على مدن في الجنوب العراقي، ان هذه القوات بدأت بتنفيذ استراتيجية جديدة في الحرب على العراق، خصوصاً بعدما نجحت القوات العراقية في عرقلة خطوط امدادات قواتها. ففي منطقة البصرة، واصلت القوات البريطانية عزل المدينة ومحاصرتها وقصف مشارفها، خصوصاً ثلاث مناطق، هي ابو الخصيب وجسر الزبير والتنومة. وقال ضباط بريطانيون ان "المعركة الحقيقية" للسيطرة على مدينة البصرة بدأت منذ الاحد. واعلن ضابط بريطاني مقتل جندي من قواته في هذه المعركة. وفي محور الناصرية، تواصل القوات الاميركية محاولتها دخول المدينة، وباشرت امس ما بدا استراتيجية جديدة في هجماتها عبر تمشيط مشارف المنطقة متنقلة من مبنى لآخر، حيث جرت معارك عنيفة ليل الاحد - الاثنين وتواصلت حتى ساعة متقدمة من مساء امس. وذكر صحافيون يرافقون مشاة البحرية الاميركية المارينز قرب بلدة الشطرة 35 كلم شمال الناصرية ان المارينز يستهدفون من دخول البلدة مسؤولين عراقيين، الذي عيّنه الرئيس صدام حسين مسؤولاً عن المنطقة الجنوبية بينهم علي حسن المجيد المعروف ب"علي الكيماوي" بعد إشرافه على استخدام الغازات السامة ضد قرى كردية في العام 1988. وقال ضباط اميركيون ان عناصر المارينز بدأوا امس بالدخول الى البلدة لاستعادة جثة أحد زملائهم التي عُلّقت في ساحتها. وقال مسؤولون عسكريون ان تعزيزات انضمت الى المارينز في الطرف الجنوبي للناصرية. ولم تلق القوات اي مقاومة اثناء دخولها القاعدة العسكرية العراقية المهجورة على المشارف الجنوبية من المدينة، وان كانت نيران المدفعية سمعت داخل المدينة ليلاً.