نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" امس عن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الاميركية بنتاغون قوله ان المقاتلات الكورية الشمالية التي اعترضت طائرة تجسس اميركية فوق بحر اليابان الاسبوع الماضي، حاولت ارغام الطائرة على الهبوط في الشطر الشمالي لاحتجاز افراد طاقمها رهائن. وأضاف المصدر نفسه ان احدى المقاتلات الكورية وهي من طراز "ميغ"، اقتربت من الطائرة الاميركية، فيما اعطى الطيار الكوري الشمالي اشارات معتمدة دولياً الى الطيار الاميركي تطلب منه اللحاق بالمقاتلات للهبوط على اراضي الشطر الشمالي. وتجاهل افراد الطاقم الاميركي الطلب وتخلوا عن مهمة المراقبة التي كلفوا بها وعادوا بالطائرة الى قاعدة كادينا الجوية في اليابان. وتشير تفاصيل الاعتراض الجوي الى ان 15 اميركياً على متن الطائرة واجهوا خطر الموت. وأكد مسؤولون عسكريون ان تجاهل تعليمات طيار مقاتل تؤدي الى اسقاط الطائرة حتى ولو كانت في المجال الجوي الدولي. في غضون ذلك، اعلنت كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة ان كوريا الشمالية قد تختبر صاروخاً خلال الايام القليلة المقبلة، فيما يعد زيادة للضغط على واشنطن لتقديم تنازلات في شأن المسألة النووية، عشية حرب العراق. وجاء ذلك بعد اعلان كوريا الشمالية حظر الملاحة في منطقة بحرية مجاورة، فيما حضتها اليابان على تجنب اتخاذ خطوات من شأنها تصعيد الأزمة النووية. وقال مسؤولون اميركيون وكوريون جنوبيون ان كوريا الشمالية اعلنت منطقة بحرية محظورة قبالة ساحلها الشرقي في بحر اليابان في الفترة ما بين 8 و11 الشهر الجاري فيما يبدو انه اشارة قوية على تخطيطها لاجراء الاختبار الصاروخي الثاني خلال اسبوعين. وقال ناطق باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية امس: "نعرف انهم يعدون لاطلاق صاروخ، ربما بين نهاية هذا الاسبوع وبداية الاسبوع المقبل". وكانت كوريا الشمالية اختبرت في 24 شباط فبراير الماضي اي قبل يوم واحد من تنصيب الرئيس الكوري الجنوبي الجديد روه مو هيون، صاروخاً مضاداً للسفن قصير المدى في بحر اليابان، ما أثار الذعر بين جيرانها. وقال كيم جونغ رو الناطق باسم وزير الوحدة في كوريا الجنوبية: "كان من المتوقع ان تتخذ كوريا الشمالية خطاً اكثر تشدداً". ولكن اي اختبار صاروخي جديد سيأتي في اطار تصعيد تدريجي من قبل كوريا الشمالية للاستفزازات التي تتزامن مع الجدول الزمني للحرب الاميركية في العراق. وفي بداية الاسبوع الماضي، اعلنت وسائل الاعلام اليابانية ان كوريا الشمالية على وشك اعادة تشغيل منشأة لاعادة معالجة الوقود النووي قادرة على انتاج البلوتونيوم الذي يدخل في صناعة الاسلحة النووية. وقال مسؤولون اميركيون الاسبوع الماضي، ان كوريا الشمالية التي يعتقد انها تطور صواريخ قادرة على الوصول الى مناطق في الولاياتالمتحدة اعادت تشغيل مفاعل ابحاث في منطقة يونغبيون شمال بيونغيانغ. دعوة يابانية ودعا هاتسوهيزا تاكاشيما الناطق باسم وزارة الخارجية اليابانية بيونغيانغ امس، الى تجنب اتخاذ خطوات من شأنها تصعيد التوتر. وقال تاكاشيما: "دعونا كوريا الشمالية الى كبح جماحها. اذا تم القيام بمثل هذا الاجراء فانه سيزيد من التوتر وذلك غير مقبول في شكل كبير". ورفض مكتب الرئيس روه التعليق على الاختبار المتوقع. ولا تنتهك تجارب الصواريخ قصيرة المدى المعاهدات والقوانين الدولية. لكن كوريا الشمالية اختبرت في ما مضى صواريخ طويلة المدى حين اطلقت صاروخاً متعدد المراحل من طراز "تايبودونغ" فوق اليابان عام 1998. الى ذلك، قال وزير الخارجية الاسترالي ألكسندر داونر ان بلاده حذرت كوريا الشمالية من الاختبار لأنه يثير المتاعب. واضاف انه استدعى السفير الكوري الشمالي شون جاي هونغ لمناقشته في موضوع الاختبارات. وقال داونر للصحافيين: "استدعيت امس السفير لاقناعه بأن اي اختبار للصواريخ قد تقوم بها بلاده سيكون مثيراً للمشاكل وخطراً الى درجة كبيرة".