طالب الرئيس الكوري الجنوبي روه مو هيون الولاياتالمتحدة أمس، بأن تبدأ "بصورة عاجلة" محادثات مع كوريا الشمالية، فيما تستعد الأخيرة لإطلاق صاروخ بالستي قادر على بلوغ اليابان. وقال روه الذي جعل من مسألة الحفاظ على السلام من أولويات برنامجه لدى استلامه السلطة الشهر الماضي، إن "من الملح جدًا إيجاد حل للمشكلة النووية الكورية الشمالية"، مشيراً إلى أن "حرباً أخرى في شبه الجزيرة الكورية ستقضي على ازدهارنا في لحظة". وكان روه يتحدث أمام أفراد سلاح البحرية الكوري الجنوبي، في وقت جددت واشنطن رفضها إجراء مفاوضات مباشرة تطالب بها بيونغيانغ. وفي الوقت نفسه، أكدت صحيفتان يابانيتان أمس، أن كوريا الشمالية تستعد لإطلاق صاروخ بالستي من طراز "رودونغ" قادر على إصابة أي منطقة في اليابان، إذ يصل مداه إلى 1300 كيلومتر. ورأى مراقبون أن تجربة الصاروخ البالستي ستشكل من دون شك تصعيداً جديداً في الأزمة القائمة بين بيونغيانغ وواشنطن منذ خمسة أشهر، بعد تجربتي صاروخين أرض-بحر قصيري المدى في بحر اليابان قامت بهما بيونغيانغ خلال الأسبوعين الأخيرين. كما سيعني ذلك وضع حد عملياً للقرار الذي اتخذه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل في 1999 وحظر بموجبه التجارب على الصواريخ البالستية، وذلك بعد مرور عام على إطلاق صاروخ "تايبودونغ 1" الذي يصل مداه إلى 2500 كيلومتر فوق اليابان، الأمر الذي تسبب بموجة قلق عارمة. ورداً على سؤال عن هذا الموضوع، قال الأمين العام المساعد للحكومة اليابانية شينزو آبي إن طوكيو لم تحصل على "معلومات مفصلة أو تسمح باستخلاص" أن كوريا الشمالية تعد لإطلاق صاروخ "رودونغ" خلال وقت قصير. وتواصل كوريا الشمالية استراتيجية الضغط من أجل إجبار واشنطن على فتح مفاوضات مباشرة معها عن برنامجها النووي، بهدف الحصول على ضمانات أمنية ومساعدة اقتصادية. وأقر جيمس كيلي المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية عن شؤون آسيا والمحيط الهادئ أول من أمس، بأن معظم حلفاء الولاياتالمتحدة في المنطقة والدول الأخرى المعنية، يرغبون بفتح مفاوضات مباشرة لإيجاد حل للأزمة. وقال إن "كل هذه الدول ستكون سعيدة للغاية إذا عملت الولاياتالمتحدة في شكل يؤدي إلى انتهاء المشكلة، إلا أنها تعترف في الوقت نفسه بصعوبة المسألة وتعقيدها". غير أنه أكد في حديثه أمام مجلس الشيوخ أول من أمس، استمرار رفض واشنطن لإجراء مفاوضات مباشرة، مشيراً إلى أن كوريا الشمالية قد تنتج اليورانيوم العالي الإخصاب الذي يستخدم في تصنيع الأسلحة النووية، خلال أشهر وليس سنوات وهو موعد أقرب كثيراً مما يعتقد الكثيرون.