يخضع مدرب المنتخب المصري لكرة القدم محسن صالح لمعادلة سير اهدافه المحددة بعكس تيار ظروف لاعبيه، اذ لا بديل لمنتخبه من الفوز خارج ملعبه على موريشيوس في المباراة التي تجمع بينهما في 29 الجاري ضمن منافسات مجموعته المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الافريقية عام 2004 في تونس، بعدما خسر امام مدغشقر صفر-1 في مباراته الاولى، علماً انه لم يتعثر في التصفيات القارية منذ عام 1984. واعتبر المنتخب الوحيد الذي شارك في النهائيات كلها، لكنه يواجه حالياً مشكلة انهيار اللاعبين الذين اعتمد عليهم كثيراً في مبارياته السابقة. وبات صالح الذي تسلم عمله في آب اغسطس الماضي بعد قيادته الإسماعيلي لاحراز لقب البطولة المحلية في موقف محرج، فهدافه الاول احمد حسام ميدو لم يلعب مع فريقه اياكس امستردام الهولندي مباراة كاملة منذ اربعة اشهر، وهبطت لياقته البدنية بالتالي وجاهزيته الفنية إلى أدنى مستوى منذ ثلاثة أعوام. بدوره غاب احمد بلال الهداف الأول محلياً عن مباريات فريقه الاهلي في الاسابيع الستة الاخيرة بسبب اصابته بكسر في كاحله، ولن يعاود التدريبات إلا بعد 15 الجاري، ما يجعله غير مؤهل لخوض المباراة امام موريشيوس. وابتعد احمد صلاح حسني المحترف العائد من جنت البلجيكي الى الاهلي ثلاثة اشهر عن الملاعب قبل ان يشارك في مباراة ناديه الجديد الاخيرة امام غولدي في البطولة المحلية قبل أيام، وهو لا يزال يفتقد مستواه المتألق المعهود، ولا يمكن المغامرة بالتالي في المباراة الصعبة والمصيرية امام موريشيوس. وانضم عبدالحليم علي ووليد عبداللطيف نجما الزمالك الى لائحة الغائبين بسبب الاصابة، علماً ان المشاركة الاخيرة لعبدالحليم تعود الى مباراة كأس السوبر الافريقية امام الوداد المغربي 3-1 في بداية شباط فبراير الماضي، في حين تجددت اصابة وليد عبداللطيف، وطالب الاطباء بسفره الى المانيا لعرضه على اختصاصيين في سبيل تحديد نوع الاصابة. وزادت المتاعب المصرية بغياب حازم إمام نجم الزمالك الذي سيجري في المرحلة التالية في المانيا عملية استئصال لغضروف ركبته اليمنى بعدما تكررت الاصابة التي لحقت به مطلع الموسم، ولن يتمكن بالتالي من الدفاع عن ألوان ناديه او المنتخب طوال الموسم الحالي. ولا يعكس خالد بيبو مهاجم الاهلي حالياً الأمل في إمكان تعويض غياب زملائه، حيث افتقد مستواه المتألق هذا الموسم، واستبعده المدرب الهولندي جو بونفرير عن التشكيلة الرئيسة، ما حتّم اقتصار عدد اهدافه على اثنين فقط، على رغم مشاركاته الكثيرة في المباريات. واذ يُنشد صالح البحث عن بدلاء في خط الهجوم يزيد التشاؤم فشل مجدي عبدالعاطي هداف انبي الصاعد في هز الشباك في المباريات الخمس الاخيرة لفريقه في البطولة، ما اكد هبوط مستواه. ولا يوحي مظهر عبدالرحمن المحترف في موناكو الفرنسي وعبدالستار صبري المحترف في ماريتيمو البرتغالي بأي خيار لصالح، علماً انهما يلازمان مقاعد احتياط فريقيهما. وهكذا تنحصر خيارات صالح الهجومية في بيبو من الاهلي وجمال حمزة ومحمد محسن ابو جريشة من المنتخب الاولمبي وميدو، على رغم تدهور لياقته وافتقاده روح الحماسة. ويفتقد صالح ابراهيم سعيد المحترف في ايفرتون الانكليزي والموقوف دولياً مدة عامين، ومحمد بركات المحترف في أهلي جدة السعودي والذي يتجه الاتحاد المحلي لايقافه ايضاً بعد موقفه السلبي في المباراة الودية الاخيرة امام الدنمارك، والتي خاضها بعدما اخفى موضوع إصابته كي يستفيد من الرحلة والاجازة المجانية. ويغيب ايضاً المدافعان الاساسيان مدحت عبدالهادي وبشير التابعي نجما الزمالك عن مباريات ناديهما منذ فترة غير قصيرة، وأصبح ايمن عبدالعزيز المحترف في مالاطايا سبور التركي احتياطياً مع ناديه، وتراجع حسام غالي نجم خط الوسط في الاهلي الى مقاعد الاحتياطي في المباريات الاخيرة. وهكذا بات منتخب مصر لعنة على اللاعبين المحترفين والمحليين الذين انضموا إليه في الفترة الأخيرة.