تحتل مدينة بلاجيو مكانة خاصة في البحيرة، فهي تقع عند نقطة التقاء الأذرع الثلاثة التي تتشكل منها بحيرة كومو. ولأنها تقع في الوسط فإن اسمها الطريف ويعني "بين الساقين"، يعكس المكانة الخاصة التي تشكلها لحركة القدوم والذهاب. ويحب السياح الاسترخاء عند ضفاف بلاجيو حيث بنيت مجموعة من المطاعم والفنادق والمحلات التجارية التي تبيع الهدايا التذكارية للزوار، لا سيما في الشوارع القديمة المجاورة للمرسى، والتي ترتقي صعداً باتجاه السفح. وتعتبر بلاجيو القلب النابض للمناطق التجارية والسياحية الوسطى في بحيرة كومو وتتميز بجمال شوارعها وحاراتها. وتكاد تبدو في نظامها وجمال مبانيها وبساتينها جزءاً من سويسرا لا من ايطاليا. وتولّد الاستراحات في الفنادق المنتشرة على ضفاف البحيرة شعوراً لدى المرء بأنه قد انتقل للعيش في أحد الربوع المتوسطية حيث النسائم العليلة، وليس أنه على بعد كيلومترات قليلة من جبال الألب الباردة. وتحيط بالبلدة غابات خضراء زاهية ومنبسطات واسعة من الأرض حافلة بخمائل الزهور والورد، لا سيما في فصلي الربيع والصيف. وتختلط أنواع الأزهار والورود في مزيج غير مألوف يجمع بين الفصائل المعروفة في المنطقة المتوسطية وتلك التي تشتهر بها جبال الألب. ويعود الفضل في إظهار مكانة بلاجيو الى أفراد الطبقة الارستقراطية من منطقة لومباردي حينما اكتشفوا جمال هذه البلدة وتميزها قبل ثلاثة قرون، ما جعلهم يقبلون على الاقامة فيها واتخاذ مساكن فخمة لهم للنزول فيها كلما تحسن الطقس خلال الربيع. واستمرت هذه الظاهرة على امتداد القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ما أعطى طابعاً راسخاً للبلدة كمركز راقٍ للسياحة والاسترخاء. وبين أبرز المعالم والمباني التي يمكن التوقف عندها "فيلا سربيّوني" و"فيلا ميلزي" وتحيطهما حدائق ومتنزهات غناء، وتنتشر في محيطهما خمائل الزهور والورود. وإذا قرر السائح الاقامة في أحد فنادق المدينة بدل الاكتفاء بزيارتها لساعات قليلة تكفيه لتناول طعام الغداء قبل أن يقفل عائداً إلى مدينة كومو، فإن هناك حوانيت الحي القديم تغص بالمشغولات الفنية التي يمكنه التفرج عليها، أو شراءها. كما بوسع السائح، إذا وجد لديه متسعاً من الوقت، أن يكمل جولته في البلدة بتسلق السفح الى قمة جبل سان بريمو، حيث سيكافأ بعد ساعتين من الرياضة بالحصول على رؤية بانورامية أخّاذة للبلدة وسفحها، تشمل أيضاً بقية مواقع البحيرة وضفافها، بدءاً من جبال الألب ووصولاً إلى وادي "بوو".