زيارة لوزان السويسرية المطلة على بحيرة ليمان، لها مذاق آخر حيث المتعة الروحية والاسترخاء ومصالحة النفس مع الطبيعة الصافية فالقادم إليها من جينيف يعيش تجربة أخرى مع جمال الطبيعة. ففي لوزان تلك المدينة الوادعة الهادئة التي تستقبل السياح بترحاب حار تمتاز بمساحاتها الخضراء وطبيعتها الساحرة، حيث موقع المدينة مطلا على بحيرة «ليمان» الهادئة ذات الأجواء الرومانسية الحالمة وهي أكبر بحيرة في أوروبا الغربية. ثلاث مدن في مدينة واحدة وتصف لنا مديرة هيئة السياحة في لوزان تانيا دوباس أن الشيء الغريب في مدينة لوزان، والتي هي عبارة عن ثلاث مدن في مدينة واحدة تتكون من ثلاثة طوابق، وفي كل طابق من هذه الطوابق الجبلية، التي نحتها الإنسان، توجد كل مستلزمات المدينة العصرية النموذجية. وتضيف تانيا: «الانتقال من الطابق الأسفل إلى الثاني أو الثالث بالنسبة إلى المارة الذين يستعملون أقدامهم، لا يتطلب سوى دقائق قليلة، ففي كل شارع رئيس تقريبا يوجد مصعد كهربائي واسع يستخدم لغرض الصعود أو النزول من وإلى هذه الطوابق». لوزان هي بالفعل، مدينة مدهشة، فهي كما تقول السيدة تانيا إنه بالإمكان أيضا أن تلقي بنظرك من الطابق الثاني أو الثالث على الطابق الأرضي، وهكذا، فالمساحات بين هذه الطوابق ليست مغلقة، وإنما هي مساحات مفتوحة وطبيعية، وتربطها طرق جبلية مخصصة لسير السيارات والعربات، وكذلك لسير الناس أيضا، لكن مشاق الصعود بالنسبة إلى الكثيرين من هؤلاء الناس تجعلهم يختصرون الجهد والمسافة باستخدام المصاعد الكهربائية الموزعة في مركز المدينة. وتضيف تانيا: فمن سواحلها يستطيع الزائر رؤية تلك الجبال التي تفصل سويسرا عن فرنسا، وهي ربما لا تبلغ مسافة الوصول إليها عبر البحيرة إلا بضعة كيلومترات فقط، الجبال لا تزال تكتسي بطبقة من الثلج الأبيض، وإذا ما وقع عليها ضوء الشمس، فإنها تبعث بألوان جميلة مختلطة ببياض الثلج. من داخل المدينة. أما مرافق المدينة الأثرية والسياحية فهي كثيرة، وجلها بني في القرون الوسطى، فمثلا كاتدرائية سانت ميد التي تعتبر تحفة تاريخية من التحف الفريدة في أوروبا، حيث بنيت عام 1405، وكذلك الحال بالنسبة إلى قصر رومين الذي يدهش حتى أهل المدينة.. فكيف الحال بالنسبة إلى الزوار الأجانب؟!. وعند وصولك إلى ميدان المدينة «سان فرانسوا» تشاهد انتشار المطاعم والمحال التجارية والأسواق المختلفة، فعلى مقربة من جامعة لوزان تتوزع شوارع قديمة وضيقة وهي جذابة للغاية وفيها أسواق شعبية ممتعة، أما ساحة الجامعة الكبيرة، فتتحول في كل يوم سبت إلى أسواق في الهواء الطلق. المزارع الأسطورة أثناء الرحلة إلى لوزان يمكنك زيارة حقول كروم العنب في «لافو» والتي زرعها الإنسان منذ العصور الوسطى على ضفاف بحيرة ليمان، وهى على شكل مدرجات لتقاوم شدة انحدار الأرض في ذلك المكان، فجاءت آية من آيات الجمال ومشهدا رائعا، توسطت فيه البحيرة بين المدرجات على ضفة، وجبال الألب على الضفة المقابلة، مما أعطى المدرجات طابعها الفريد وزادها فتنة إلى فتنتها، وجعلها تدرج بجدارة في عام 2007 ضمن قائمة منظمة اليونسكو للتراث الإنساني العالمي. قصر لوزان.. التحفة الفنية عند دخولك فندق قصر لوزان ستنتابك الدهشة وأنت تتجول فيه لعراقته وجمال تصميمه وتميزه في امتلاك أثمن اللوحات الفنية التشكيلية لفنانين كبار، وتوحي أعمدة الرخام في البهو الرئيس للقصر بعظمة التاريخ العريق، فقد شيد في عام 1915 ويمثل جزءا هاما من التراث التاريخي في لوزان، وهو تحفة فنية من الطراز الفني الحديث، فقد جرى تصميمه على طراز الملك لويس ال16. ويقع فندق قصر لوزان وسط المدينة السويسرية الهادئة، ويطل على مناظر خلابة تسحر الألباب أكثر جمالا تلك الإطلالة الرومانسية على بحيرة جينيف كما يتيح الفندق لزواره فرصة لقضاء وقت من الاسترخاء والابتعاد عن صخب الحياة من خلال الحمامات الفاخرة والساونا الفنلندية واليوجا. قصر بوريفاج.. فندق تاريخي على بحيرة جينيف منذ ما يقرب من 150 عاما، كان فندق قصر بوريفاج ولا يزال مصدر الهام ومتعة للباحثين عن الراحة والاسترخاء على ضفاف بحيرة جينيف، فهذا القصر الذي شهد أحداثا تاريخية وفنية هامة أشبه بمعجزة معمارية تذكرك بزمن العصور الملكية الأوروبية. وتحيط بهذا القصر الأجمل في لوزان السويسرية حدائق فريدة وأزهار وأشجار نادرة؛ لتضفي على المكان لمسات من الأناقة الطبيعية، كما لا تمل عيناك من مشاهدة شروق الشمس من فوق جبال الألب الفرنسية على الضفة الأخرى المقابلة لفندق قصر البوريفاج. وتقدم لوزان لزوارها شبكة واسعة ومتعددة من المواصلات، فهناك المترو ومحطات الباصات والتي تسمى التروليبوس وكلها تعمل وفق نظام خاص ومنضبط .