حرصت كوريا الجنوبية أمس، على تهدئة المخاوف من ضربة أميركية للمنشآت النووية الكورية الشمالية، بعد الإعلان الأميركي عن نشر 24 قاذفة في المحيط الهادئ من طراز "بي-52" و"بي-1". وقال وزير الوحدة جيونغ سي-هيون، المكلف العلاقات مع الشمال إن المخاوف التي عززها اعتراض مطاردات كورية شمالية طائرة تجسس أميركية "لا أساس لها". ورأى أن الحادث فوق بحر اليابان الذي وقع الاحد الماضي، يدخل في إطار الحملة التي ينفذها نظام بيونغيانغ لفتح مفاوضات مباشرة مع واشنطن. وقال الوزير رداً على سؤال بشأن احتمال لجوء واشنطن إلى الخيار العسكري لإنهاء أزمة مستمرة منذ خمسة أشهر مع كوريا الشمالية، إن "مثل هذا السيناريو لا أساس له". وذكر أن الموقف الرسمي لسيولوواشنطن يقوم على حل الخلافات حول الملف النووي بصورة سلمية وديبلوماسية. إلى ذلك، دعا الرئيس الكوري الجنوبي روه مو هيون في حوار مع صحيفة "تايمز"اللندنية، الولاياتالمتحدة إلى "عدم الذهاب بعيداً" في أزمتها مع كوريا الشمالية، مؤكداً أن الحوار المباشر هو الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها حل الأزمة بين واشنطن وبيونغيانغ . وقال روه إن الحوار المباشر بين قادة البلدين وحده كفيل بإيجاد حل. وأضاف: "أنا أدعو الولاياتالمتحدة إلى عدم الذهاب بعيداً"، ففي نهاية المطاف هذه المشكلة يجب حلها من قبل الرئيس بوش ونظيره الكوري الشمالي كيم جونغ إيل. وروه الذي لا يتفق مع الموقف الصارم لحكومة الرئيس بوش، يدعم إنشاء خط ساخن بين المسؤولين الكوريين الشماليين والمسؤولين الأميركيين من أجل إقامة علاقة شخصية بين رئيسي البلدين وتجنب الخلافات. وكانت الولاياتالمتحدة رفضت إجراء أي اتصالات مباشرة مع بيونغيانغ. محادثات سرية ونشرت صحيفة "بونغانغ ألبو" الصادرة في سيول أن مسؤولاً رفيعاً في رئاسة الجمهورية في كوريا الجنوبية أجرى محادثات سرية مع كوريا الشمالية في بكين الشهر الماضي، وعرض مساعدات على بيونغيانغ وحضها على التخلي عن طموحاتها النووية. وقالت الصحيفة إن را يونغ يل مستشار الأمن القومي للرئيس رو مو هيون التقى ومسؤول رفيع من كوريا الشمالية وأبلغه إمكان الحصول على دعم أميركي لمساعدات كوريا الجنوبية للشمال إذا تخلى كيم عن الأسلحة النووية. أميركا تتقبل "النووي" الكوري ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" أمس عن مسؤولين ومحللين سياسيين في واشنطن وطوكيو أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها في آسيا، بدأوا بتقبل امتلاك كوريا الشمالية السلاح النووي، وأن الولاياتالمتحدة تركز أكثر على منع الشطر الشمالي من بيع أسلحة نووية في السوق السوداء. وسبق أن فوجئ أخيراً مستشارو الرئيس جورج بوش، بتصريح موفد الرئيس الكوري الجنوبي المنتخب حديثاً إلى واشنطن، أن الشطر الجنوبي يفضل "شمالاً نووياً" على انهيار فوضوي للحكومة هناك. ويشعر مسؤولون في اليابان أنه من غير الممكن إيقاف جيرانهم الكوريين الشماليين من صنع السلاح النووي. انتقادات أميركية لبوش على صعيد آخر، وصف السيناتور الديموقراطي كارل ليفين عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، تعاطي إدارة بوش مع كوريا الشمالية بأنه "غير مسؤول"، وقال إن الأزمة مع بيونغيانغ أشد خطورة من العراق. وأضاف أن موقف الإدارة الأميركية "كان متقلباً بصورة عامة وغير مسؤول أحياناً". كذلك قال الرئيس الجمهوري للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ ديك لوغار "علينا التحدث مع الكوريين الشماليين لمعرفة أهدافهم".