ابدت كوريا الشمالية امس، استعدادها للدخول في محادثات مع الولاياتالمتحدة حول الازمة الناجمة عن البرنامج النووي لبيونغيانغ، لكنها حملت واشنطن مسؤولية نشوب الازمة، وطالبت بضمانات متمثلة في معاهدة عدم اعتداء عليها. وفي الوقت نفسه، اعلنت مصادر الرئيس الكوري الجنوبي المنتخب رو مو هيون انه سيعرض على واشنطن وبيونغيانغ قريباً مشروع تسوية، يتضمن تنازلات من الجانبين. بكين، سيول - رويترز، أ ف ب - ألقى السفير الكوري الشمالي لدى الصين تشو جين سو باللوم على الولاياتالمتحدة في الازمة التي نشبت في شأن البرنامج النووي لبلاده، لكنه قال ان بيونغيانغ مستعدة للدخول في محادثات مع واشنطن. واتهم السفير الولاياتالمتحدة بأنها الطرف المعتدي في النزاع وتستهدف كوريا الشمالية بالصواريخ. وجدد دعوة واشنطن الى توقيع معاهدة عدم اعتداء، قبل تسوية المواجهة التي تفاقمت في وقت سابق من الاسبوع الحالي عندما طردت بيونغيانغ مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال تشو للصحافيين في مؤتمر صحافي نادر في بكين ان "الولاياتالمتحدة وحدها بفكرها المماثل لاسلوب الحرب الباردة، تهددنا بالاسلحة النووية". واضاف: "اضطررنا الى اتخاذ اجراءات للدفاع عن النفس ضد هذا التهديد، من اجل الكرامة الوطنية وحق الوجود". واضاف: "اننا نتحدث في شأن حل سلمي للمسألة النووية وادارة الرئيس الاميركي جورج بوش ترفض الحوار الذي حاولنا طيلة الوقت السعي اليه". ونقلت وكالة انباء يونهاب الكورية الجنوبية عن السفير ان كوريا الشمالية "منفتحة لاجراء محادثات لكن يتعين على الولاياتالمتحدة احترام الاتفاقات الدولية والرد بالحوار على كوريا الشمالية من دون أي شروط مسبقة". واضاف: "اذا قدمت الولاياتالمتحدة لنا ضماناً قانونياً في شأن الامن من خلال توقيع معاهدة عدم اعتداء، فانه سيتم تسوية القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية". وفي اشارة الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي طردت بيونغيانغ مفتشيها اوائل هذا الاسبوع، قال: "يتعين التفاوض في هذا الشأن في المستقبل. واذا سمح الوقت سنتناقش مع الوكالة". وجاء هذا المؤتمر الصحافي بعدما اعادت بيونغيانغ في كانون الاول ديسمبر الماضي، تشغيل مجمع يمكنه انتاج بلوتونيوم من الدرجة المستخدمة في صناعة اسلحة، وطردت المفتشين الدوليين الذين يراقبون هذا المجمع. وكانت واشنطن رأت ان أي حوار مع كوريا الشمالية في هذه المرحلة يرقى الى مكافأة سلوكها السيئ. واصرت على ان تحترم كوريا الشمالية قبل ذلك، الاتفاقات الدولية التي وقعت عليها في شأن حظر انتشار الاسلحة النووية. وساطة جنوبية واعلنت اوساط الرئيس الكوري الجنوبي المنتخب رو مو هيون ان الاخير سيعرض على واشنطن وبيونغيانغ في منتصف الشهر الجاري، مشروع تسوية لحل الازمة. وقال ليم شاي-جونغ رئيس الفريق الانتقالي للرئيس رو في تصريح الى شبكة "سي بي أس" التلفزيونية انه "يجري العمل على تسوية من قبل كوريا الجنوبية ستدعو الرئيس الاميركي جورج بوش والقائد الكوري الشمالي كيم جونغ ايل الى تقديم تنازلات". وقال ليم: "يعتبر الرئيس المنتخب رو ان المسألة النووية هي مسألة حياة او موت بالنسبة الى جميع الكوريين ويتعاطى معها بكثير من الحذر. والتقى لهذا السبيل اختصاصيين واجتمع بمسؤولين في الحكومة لجمع مختلف الاراء". وقال مستشار مقرب من الرئيس المنتخب ان الادارة الكورية الجنوبية الجديدة فتحت قنوات اتصال مع بيونغيانغ لنزع فتيل هذه الازمة. واضاف: "اجرينا اتصالات مع الشمال عبر قنوات عدة لنعرف ما يريدونه بالضبط، ونعتقد ان الولاياتالمتحدة تريد من كوريا الجنوبية ان تلعب دور الوسيط في شكل يتيح لواشنطن التوصل الى تسوية مع حفظ ماء الوجه". وقال ديوان الرئاسة الكورية الجنوبية في بيان امس ان "الرئيس له ثلاث امنيات في العام الجديد: انه يدعو مخلصاً من اجل السلام في شبه الجزيرة الكورية والرخاء الاقتصادي واستقرار حياة الشعب". وفي القوت نفسه، حذر مسؤولون في كوريا الجنوبية من ان التوترات المتعلقة بالأزمة مع كوريا الشمالية اصبحت اكبر تحد للاقتصاد وللعملة، اذ ان من المستبعد ان تسفر الجهود الديبلوماسية لنزع فتيل الازمة عن حل سريع.