أكد رئيس "حركة العدل والمساواة السودانية" الدكتور خليل ابراهيم ان حركته التي تقود تمرداً في غرب السودان منذ اسابيع "ليست عنصرية ولا انفصالية، وهي موجودة في كل مناطق السودان وتطالب بانهاء التهميش الذي تعانيه اقاليم السودان المختلفة"، ودعا الى رئاسة بالتناوب بين اقاليم البلاد السبعة. وفي غضون ذلك اتهم مسؤول امني كبير في الخرطوم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بدعم متمردي دارفور، وأقرّ للمرة الاولى بأن ابراهيم يتولى قيادة التمرد، وحذر من ان السلطات "لن تصبر كثيرا وستحسم المتمردين بالقوة اذا لم يستجيبوا للحوار والاتصالات الجارية معهم". وقال ابراهيم في حديث اجرته معه "الحياة" نصه ص 6 إن حركته تتألف من جناحين سياسي وعسكري وان الجناح العسكري يدير المعارك الجارية بقيادة العميد التيجاني سالم دِرو الموجود حاليا في منطقة المواجهات في ولاية غرب دارفور. وكشف ابراهيم انه يقف وراء اصدار "الكتاب الاسود" الذي وزع سراً قبل عامين واثار جدلاً واسعاً بعد تقديمه تقويماً عرقياً لشاغلي المناصب الكبيرة في الدولة. وقال ان الوضع العسكري حالياً في منطقة جبل مرة "يرجح كفة حركتنا". وشدد على ان قيادة حركته تضم اعضاء من مختلف انحاء السودان لكنه رفض تقديم اسماء في هذه المرحلة. ولخص قضية "حركة العدل" في قسمة السلطة والثروة، مؤكداً ان لا خلاف في شأن القضايا الاخرى. وشدد خصوصاً على أن حركته "تؤمن بوحدة السودان، وهي ليست انفصالية ولا عنصرية". وعمل ابراهيم وهو طبيب في مناصب وزارية في عدد من الولايات طوال عقد التسعينات، لكنه استقال من الحكومة وحزب المؤتمر الوطني الحام في العام 1999، وتفرغ لتأسيس حزبه. ويؤكد انه لم تعد له علاقة بالحركة الاسلامية السودانية ويصف عمل حركته الحالي بأنه "ثورة الاقاليم والغالبية المستضعفة". وفي الخرطوم، قال نائب المدير العام لجهاز الامن السوداني اللواء محمد عطا أن "حركة العدل" "استعانت بقائد عسكري تشادي هو العميد عبدالله أبكر الذي كان له دور في التغيير العسكري في بلاده لكنه لا يمثلها حالياً". وأكد ان الجهات الامنية "لم ترصد ايادي اجنبية في الاحداث الجارية في الغرب"، وأكد أن حزب المؤتمر الشعبي بقيادة الدكتور حسن الترابي والحزب الشيوعي "لا صلة لهما بما يجري على رغم انتماء ابراهيم في الماضي للمؤتمر الشعبي قبل الاستقلال بحركته وانتماء القيادي عبدالواحد محمد نور الى الحزب الشيوعي في الماضي". وزاد أن "حركة قرنق تدعم تمرد دارفور عبر الدكتور شريف حرير الذي ينحدر من غرب السودان". واكد ان القوات الحكومية "استطاعت اغلاق منافذ جبل مرة وضيقت الخناق على المتمردين وحرمتهم من تنفيذ عمليات كبيرة منذ 18 الشهر الماضي". لكنه اقر ان بإمكانهم "التسلل وتنفيذ عمليات صغيرة غير مزعجة". ووصف المتمردين بأنهم "قطاع طرق ومجرمي نهب مسلح وليسوا معارضين". وزاد ان الحكومة "تلقت نداءات من القوى الشعبية تطالب بحسم التمرد بالقوة" وانها "ستمضي في حل المشكلة عبر الاتصالات السياسية والعمل العسكري".