سادت أمس، حال من التوتر مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين خصوصاً في حي الصفصاف الذي لجأ اليه عبدالله شريدة عقب إقدامه على قتل نسيبه نزيه شريدة ورفضه تسليم نفسه الى مسؤولي اللجان الشعبية في المخيم تمهيداً لتسليمه الى السلطات اللبنانية. ويتزعم عبدالله شريدة مجموعة منشقة عن "عصبة الأنصار"، وأدى عدم تسليمه نفسه الى اللجان الشعبية وقيادة "الكفاح المسلح" الفلسطيني الذي ينتمي اليه المغدور نزيه، الى عدم تشييع الأخير في ظل اصرار رفاقه وأهله وبعض أبناء مسقط رأسه بلدة الصفصاف الفلسطينية المحتلة على ضرورة تسليمه كشرط لدفنه. وأقفلت وكالة "أونروا" مدارسها كما أغلقت محال أبوابها. فيما انتشر المسلحون في الصفصاف واختبأ المدنيون في منازلهم. وفي معلومات "الحياة" من مصادر فلسطينية ان القاتل شريدة عاد فجر أمس الى منزله وبرفقته نحو 15 مسلحاً يتولون حمايته. وأكدت المصادر ان مسؤول "الكفاح المسلح" أبو علي طانيوس وذوي المغدور وأقاربه أبلغوا الفصائل والقوى الإسلامية والوطنية الفلسطينية ان لا حل للمشكلة إلا بتسليم القاتل حقناً للدماء وان تسليمه يسمح بعودة الهدوء والاستقرار الى المخيم. وقال طانيوس ل"الحياة" ان المساعي الفلسطينية لم تسفر عن نتائج ايجابية لتسليم القاتل، ولاحقاٍ قال أمين سر منظمة التحرير في لبنان سلطان أبو العينين: "سنجد أنفسنا مضطرين الى اجتثاث هذه الظاهرة من المخيم مهما بلغت التضحيات". وفي المقابل، اعتبر العقيد منير المقدح مسؤول الميليشيا في حركة "فتح" ان استمرار التوتر في المخيم يعود في الدرجة الأولى الى عدم وجود قرار مركزي لدى قيادتي "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية بضبط الوضع. وقال: "بمجرد وجود القرار سيكون في مقدورهما، خصوصاً "فتح" التي تعتبر القوة الرئيسة وتتمتع بقدرة لوجستية، التدخل لمنع تفاقم الوضع". وسئل أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية في الجنوب خالد عارف "أبو أدهم" عن رأيه في كلام المقدح فأكد أن القرار موجود، وأن تطبيقه يجب أن يترافق بخطوات عملية مشروطة بتجاوب كل الأطراف حرصاً على عدم إراقة الدماء. وكشف المصدر الفلسطيني عن أن الاتصالات التي أجريت بالقوى الإسلامية في المخيم لم تؤد حتى الساعة الى نتيجة ملموسة من أجل تسريع تسليم القاتل شريدة ورفع الغطاء عنه، لكنها ترفض توفير الحماية له. وقال ان "عصبة الأنصار" لم تشارك في حال الاستنفار لحماية شريدة الذي انشق عنها وهو على خلاف معها الآن، لكنها لا تحبذ اللجوء الى القوة لاعتقاله. وكانت القوى الإسلامية في المخيم أعلنت في بيان وزع أمس، ان مقتل شريدة ناتج من خلاف عائلي وأنها ليست طرفاً في هذا النزاع بل هي تدعو الى الإصلاح والى حقن الدماء، مؤكدة انها تدين "أي احتكام للسلاح واتباع شريعة الغاب".