كانت نتائج تمرد الأكراد على الحكومة العراقية، منذ 1961، وخيمة وكارثية على الكلدان السريان الآشوريين في مناطق اربيل وزاخو ونوهدرا وغيرها. فمناطق شعبنا مسرح لهذا الصراع. فوقع السريان بين فكي الحركة الكردية والحكومة العراقية. وهاجر أو هجر غالبية الآشوريين الكلدان السريان الى مختلف انحاء العراق، وخصوصاً بغداد، أو باتجاه الغرب، وتحديداً شيكاغو وديترويت. ولا نحتاج الى مشقة وجهد في إثبات أن السريان، في بعض مناطق الشمال، والى مطلع القرن الماضي ومنتصفه كانوا يشكلون غالبية في نوهدرا دهوك وزاخو والعمادية وبعض القرى والمناطق في ضواحي اربيل، مثل عينكاوا وسرسنك وشقلاوا وغيرها. ويبلغ عددهم في بغداد غالبيتهم هاجروا من المنطقة الشمالية ما يقارب المليون. وهناك نصف مليون منهم في ديترويت وشيكاغو أميركا. وعلى هذا فغالبية المناطق السريانية تغيرت معالمها، وغلب عليها الأكراد. ولتوضيح المسألة السريانية، أو قل المأساة، نقارنها بالحال الكردية في كركوك. فمن المعروف أن بعض القرى والضواحي الكردية، في تلك البقعة، تعرض الى عملية تعريب من قبل حزب البعث. فهاج الأكراد، وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها. وهذا طبعاً من حقهم. وعلاوة على هذا تم في مؤتمر المعارضة العراقية الذي عقد في لندن 14-16 كانون الأول/ ديسمبر 2002 ضمان إعادة المناطق الكردية التي تعربت كما كانت. وبالنسبة الى التغيير السكاني الذي جرى للمناطق السريانية الكلدانية الآشورية، هذا الحق ضمان إعادة مناطق الآشوريين الكلدان الى أصحابها لم يضمن ببنود واضحة. ربما لأنهم الحلقة الأضعف في النسيج العراقي، ولا يساندهم أحد. ونحن نقر أن مؤتمر المعارضة المذكور سجل سابقة ايجابية بذكر ضمان حقوقنا الثقافية والسياسية وغيرها. ولكن السؤال المهم المطروح هو كيف وأين يمارس السريان حقوقهم إذا جرى تجاهل قضية أساسية هي عدم ضمان إعادة المهجرين الى مناطقهم وقراهم؟ كيف يستطيع الآشوريون والكلدان تدريس لغتهم السريانية، وان يعبروا عن ذاتهم الرافدينية الأصيلة، إذا لم تُعد لهم تجمعاتهم الخاصة وقراهم المتجانسة في نوهدرا وزاخو والعمادية وسرسنك وشقلاوا وغيرها من القرى والقصبات؟ وأذكر بما طرحه وردده الزعيم الكردي، جلال الطالباني: "أنا أعتقد، وبقناعتي، أن كل القرى الآشورية التي كانت آشورية في القرن العشرين أو في القرن التاسع عشر يجب أن تعود آشورية. وفي برنامج الاتحاد الوطني الكردستاني توجد مادة إعادة الآشوريين الى مناطقهم...". جريدة "المرأة العراقية"، العدد 29، 6 أيار/ مايو 1993. فهل يستجيب عموم العراقيين، وضمنهم الأكراد، الى الدعوة التي أطلقها الأستاذ جلال الطالباني؟ السويد - شمعون دنحو مسؤول دار سركون للنشر [email protected]