بدأ أصوليون عرب مقيمون في أوروبا، جهوداً لاقناع القيادة العراقية بالأخذ في الاعتبار أوضاع الأسرى الإسلاميين المعتقلين في جزيرة غوانتانامو، عندما تبدأ عمليات تبادل الأسرى بين العراق وأميركا. وقال مدير "مركز المقريزي للدراسات التاريخية" في لندن الدكتور هاني السباعي، إن اعداداً كبيرة من الإسلاميين العرب تقدر بالآلاف توجهت من دول إلى الأراضي العراقية، للمشاركة في الجهاد ضد "قوات التحالف الصليبي". وقال في اتصال هاتفي مع مراسل "الحياة" في القاهرة إن بين مَن تدفقوا على العراق، مصريين ينتمون إلى تنظيمات إسلامية "حرصوا على اداء فرض الجهاد ونصرة الشعب العراقي". وكان مركز المقريزي أصدر بياناً امس بعنوان "مبادلة أسرى غوانتانامو بأسرى الأميركان في العراق"، ناشد فيه الحكومة العراقية "في حال مبادلة الأسرى الأميركان بالأسرى العراقيين ان تضع في حسبانها أسرى المسلمين المستضعفين في معسكر غوانتانامو"، مؤكداً أن هؤلاء "مظلومون مثل اخوانهم في الشعب العراقي الذي يتعرض لحرب جائرة وعدوان غاشم، بقيادة الادارة الحالية للحكومة الاميركية التي تلغ في دماء المسلمين وترتكب جرائم بشعة في حق الانسانية". وطالب البيان الحكومة العراقية، إذا وضعت الحرب أوزارها بأن تستضيف هؤلاء المستضعفين من أسرى غوانتانامو الذين ما نقم منهم الأميركان، إلا أنهم يقولون: ربنا الله"، واضاف: "شاهد العالم المعاملة الكريمة التي عاملت بها الحكومة العراقية الاسرى الاميركان والبريطانيين، ما دفع بعض وسائل الاعلام الغربية إلى أن تستحضر صورة اسرى المسلمين في غوانتانامو، وتعقد مقارنة تبيّن الفارق الكبير بين معاملة العراق لأسرى الأميركان والانكليز وبين معاملة الأميركان لأسرى المسلمين في معسكر الهوان والبؤس في كوبا. وكان تصرف العراق مثالاً للتاريخ والحضارة التي كانت درة في سماء الزمان". وتابع البيان: "فضح تصرف العراق مع أسرى الأميركان والبريطانيين الأنموذج الأميركي المتشدق بحقوق الانسان التي اهدرها في افغانستان وفلسطين، ومن قبل والآن في عدوانه الوحشي على العراق ومقدساته، فسلام وتحية لعاصمة الرشيد". وشدد على أن "فكاك الأسير مطلب شرعي، وعلى كل مسلم ان يسعى قدر استطاعته إلى فكاك هؤلاء الأسرى في غوانتانامو وغيرها". وأوضح السباعي أن اسلاميين عرباً مقيمين في دول أوروبية يسعون إلى إعادة وضع ملف المحتجزين في غوانتانامو على طاولة المفاوضات الخاصة بتبادل الأسرى بين العراق وكل من اميركا وبريطانيا، معتبراً أن مشاركة "مجاهدين عرب أخوانهم العراقيين في التصدي للغزو الصليبي، ستجعل إتمام تلك الخطوة متاحاً".