احدثت رسالة زعيم جماعة "الجهاد" الدكتور ايمن الظواهري الى محامي الجماعات الاسلامية في مصر منتصر الزيات، التي تعهد فيها الأول قتل المزيد من الاميركيين وكشف عن قرار اتخذه بوقف العمليات داخل مصر، ردود فعل واسعة. وفيما نقلت "سي إن إن" عن مصادر اميركية قولها إن جهاز الاستخبارات الاميركي "سي آي اي" يتحرى صحة الرسالة وما اذا كانت صدرت فعلاً عن الظواهري، رجح مدير "مركز المقريزي للدراسات التاريخية" في لندن الدكتور هاني السباعي أن يكون الظواهري استخدم شبكة الانترنت ليوصل رسالته الى الزيات عبر موقع الأخير على الشبكة الالكترونية لاستحالة توصيلها بطريقة طبيعية. وكشف السباعي أن مواقع اسلامية على الانترنت تعرضت في الأسابيع الماضية لهجوم الكتروني اميركي واسع النطاق أفضى الى ضربها وخروجها عن الشبكة. وذكر أن القائمين على ادارة موقع "الامارة الاسلامية" تم القبض عليهم في باكستان ورحّلوا الى جزيرة غوانتانامو، لكن آخرين من الافغان الموالين لحركة "طالبان" اعادوا أخيراً الموقع الى الشبكة. وقال السباعي في اتصال هاتفي مع مراسل "الحياة" في القاهرة أمس: "من المؤكد أن الظواهري بعث رسالته قبل فترة ثم انتقل الى مكان آخر ليتفادى وقوعه في الأسر خصوصاً بعدما تم توقيف اسلاميين كانوا يديرون مواقع اصولية على شبكة الانترنت". ولم يجد السباعي في الاعلان عن وقف العنف داخل مصر تغييراً في مواقف "زعيم الجهاد"، وكشف ان الظواهري كان أصدر عام 1995 قراراً لم يعمم على وسائل الاعلام خصّ به اعضاء الجماعة وقضى بوقف العمليات داخل مصر لصعوبات في التنفيذ وبعد وقوع أعداد كبيرة من اتباعه في قبضة السلطات المصرية، وغياب وسائل التمويل، وتابع: "بعدما دخل الظواهري في التحالف مع اسامة بن لادن العام 1998 تحت لافتة "الجبهة الاسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين" اقتنع بأن اميركا يجب أن تكون الهدف الأول وأنها الخطر الأولى بالقتال لأنها رأس المصائب في العالم وسبب النكبات للعرب والمسلمين". ولفت السباعي الى أن الظواهري وبن لادن وجدا في المناخ الذي تفرضه اميركا على العالم ظروفاً مؤاتية لشحن المسلمين ضدها وتحريضهم على تنفيذ العمليات ضد الأهداف الاميركية في العالم". وأكد صدقية رسالة الظواهري، لافتاً إلى أن كل المؤشرات تؤكد أنه لا يزال حياً "ويتابع بشكل جيد ما ينشر في الصحف ويبث عبر وسائل الاعلام وإن احتاج الى وقت لإيصال صوته ورسائله الى الناس".