تعد محافظة شمال سيناء واحدة من المناطق التي لم تحظ بالاهتمام الذي تستحقه سياحياً ، على رغم اتصافها بمميزات كثيرة. ومع تنامي التدفق السياحي على مصر، ووصول عدد السياح العام الماضي إلى 2،5 مليون سائح، اتجهت الأنظار الى هذه المحافظة بعدما بات المسؤولون يدركون أكثر من أي وقت مضى أن البلاد في حاجة إلى استثمار أكثر فاعلية لكل مواردها ومناطقها السياحية، من أجل رفع معدلات التنمية والدخل القومي. تحظى شمال سيناء بفرص كثيرة كامنة تلائم برامج الاستثمار السياحي، من المناخ والخيرات الطبيعية كأشجار النخيل، مروراً بموقعها على البحر الأبيض المتوسط وساحلها الساحر الذي يبلغ طوله 220 كيلومتراً، وانتهاء بسمات البيئة الساحلية والصحراوية وما تحفل به من ملامح نقية خالية من أي تلوث. كما تتوافر فيها البنى التحتية اللازمة لتطوير صناعة الخدمات التي يحتاج اليها الزوار، من الطرق السياحية الدولية ومواقع إقامة خدمات سياحية متكاملة عليها، ووجود محمية للطيور المهاجرة في منطقة الزرانيق التي تستقبل نحو 270 نوعاً من الطيور المهاجرة من أوروبا وآسيا والتي يمكن أن تتحول الى مقصد عالمي لسياحة مشاهدة الطيور، وتوافر معطيات سياحة المهرجانات للهجن والبوادي العربية، وتوافر النباتات والأعشاب الطبية لسياحة الاستشفاء الطبيعي، ووجود عدد من القلاع والحصون التاريخية التي تعزز إمكانات السياحة الثقافية والآثار في هذا الجزء من مصر. وفي هذا الإطار قال مدير مكتب الاستثمار في محافظة شمال سيناء، الدكتور وهبي عبدالله ل"الحياة" إن الاهتمام بشمال سيناء ينقصه الدعم المادي والمعنوي. ولفت إلى أنه على رغم إجراءات تشجيع الاستثمار التي تضمن منح إعفاء ضريبي مدته عشر سنوات، ما زالت التوجهات لرجال الأعمال وغيرهم نحو المنطقة غير مباشرة وغير مرضية. وأشار إلى أنه تجري، حالياً، دراسة بعض المخططات السياحية لطرحها على القطاع الخاص بغرض تنفيذها، ومنها إقامة مدينة سياحية عالمية في المنطقة الشرقيةلسيناء على مساحة 21 مليون متر مربع تضم عشرة منتجعات سياحية، وأخرى في المنطقة الغربية على مساحة 8،36 مليون متر مربع تحتوي على قرى سياحية وإسكان سياحي فندقي ومناطق ترفيهية وخدمية، بالإضافة إلى التخطيط العام لقطاع بالوظة - رمانة لخدمة السياحة الشاطئية الداخلية على مساحة 222 مليون متر مربع. وما يساعد على تنفيذ المشاريع المقترحة حالياً التخطيط الذي يراعي البعد التراثي الفرعوني في البناء وفي الأنماط الهندسية للمنشآت والمرافق السياحية في المنطقة. ويظهر ذلك جلياً في مجال انشاء مدينة الملاهي في مدينة العريش، والحديقة الترفيهية للأطفال والكافيتريات السياحية القائمة على الطرق الرئيسة، والشواطئ ومعارض التراث ومركز المصحات العلاجية للاستشفاء. وفي ما يخص الدور الحكومي توجهت الدولة أخيراً نحو رسم معالم التنمية في المنطقة من خلال مشروع قومي يضم إنشاء شبكة للطرق والمياه والكهرباء وبنية خدمية تتميز بإنشاء المدارس والمعاهد والجامعات والمطارات والكباري الجسور بكلفة استثمارية تقدر بنحو 110 بلايين جنيه، ولتدعمها سياحياً كلفت بعض الخبراء من جامعات الهندسة وإدارات التخطيط في الهيئات الحكومية لإعداد الدراسات، لعرض الأمر على جهات دولية ومحلية للاستثمار في كافة المجالات لا سيما المجال السياحي. يذكر أن سيناء من المناطق التي لها تاريخ عريق يرجع إلى الدولة المصرية القديمة، إذ أنشأها أحد ملوك الفراعنة في الأسرة العشرين، وانضمت إلى الإدارة المحلية المصرية بعد استرداد جزء كبير منها من الاحتلال الإسرائيلي عام 1974، ثم قسمت إلى محافظتين هما شمال وجنوب سيناء، والأخيرة بدأ الاهتمام بها بصورة كبيرة، بينما الأخرى لا تزال في حاجة إلى مَن ينميها سياحياً.