طرحت الحكومة المصرية جملة من المحميات الطبيعية للاستثمار لا سيما في سيناء، وأبدت مؤسسة "هانس سايدل" الألمانية المتخصصة في تقديم المنح استعداداً للتعاون مع الجانب المصري لإقامة مشروع لاجتذاب الطيور المهاجرة. وقال مدير ادارة السياحة في شمال سيناء قدري يونس إنه تم طرح محمية الزرانيق التي تقع في الجزء الشرقي من بحيرة البردويل على مسافة 25 كيلومتراً غرب مدينة العريش للاستثمار. وأضاف ان المشاريع المطروحة تضم اقامة أكشاك خشبية على الشاطىء لمشاهدة الطيور المهاجرة عن قرب مزودة بأجهزة مراقبة بصرية مكبرة، وتأسيس اماكن للمبيت تتكون من طابق واحد. ويعيش في محمية الزرانيق أكثر من 270 نوعاً من الطيور المهاجرة، وهي تضم الكثير من النباتات أيضاً لا سيما جزيرة العلوسيات التي تحوي 76 نوعاً من النباتات، اضافة الى النباتات القادرة على تحمل الملوحة والسنجات الطميية. وأكد مسؤول في محافظة شمال سيناء إنه تم اختيار موقع لإقامة محمية مصغرة داخل محمية الزرانيق وتشمل اقامة مسطحات مائية وبحيرة مالحة وزراعة الحشائش البحرية الشاطئية، الى جانب الاعشاب الطبيعية المنتشرة في الزرانيق. ويرغب الجانب الألماني في الحفاظ على الطيور الالمانية المهاجرة التي تستخدم مسار محمية الزرانيق، وهي أحد المسارات الدولية الثلاثة التي تتبعها هجرة الطيور. ويهدف المشروع الى تنمية السياحة البيئية في المنطقة لا سيما سياحة مراقبة الطيور. وأشار قدري يونس الى اقامة انشطة ترفيهية جنوب شاطئ المحمية، ومزارات للمنتجعات البيئية، ومتاجر لبيع معدات مراقبة الطيور. وقال إنه سيتم تسيير مركبات تعمل بالطاقة الشمسية تجنباً للإضرار بالبيئة لنقل زوار المناطق الأثرية التي تحفل بصروح ومنشآت أثرية تعود إلى عصور رومانية وبيزنطية واسلامية. ووضعت المحافظة قيوداً وشروطاً بيئية صارمة للموافقة على اي مشروع، منها عدم ارتفاع علو المباني والمنشآت عن معدل طابق واحد، وشرط ألا تتجاوز المساحة المستغلة عشرة في المئة من مساحة المحمية. يذكر أن تطوير محمية الاحراش في رفح يكفل أيضاً الحفاظ على النباتات البيئية الصحراوية والاعشاب النادرة التي تتفرد بها المنطقة. وتضم المحمية ايضاً كثباناً رملية بارتفاع يزيد على 300 متر فوق سطح البحر، وقد تم زرع بعضها بأشجار الأتل والاكاسيا. وتعد محميات جنوبسيناء من أشهر المحميات الطبيعية المستغلة سياحياً في مصر، لا سيما محمية رأس محمد التي تشتهر بالشعاب المرجانية والأسماك الملونة والسلاحف البحرية والطيور والثدييات والحيوانات الحبرية، إلى جانب محميات أخرى منها محمية سانت كاترين وهي من مناطق السياحة الرئيسية، ومحمية نيق الواقعة بين طابا وشرم الشيخ وتتميز بالشعاب المرجانية والكائنات البحرية وحشائش البحر، ومحمية ابو حالوم على الطريق بين شرم الشيخ وطابا. أما محمية طابا فتتميز بالتكوينات الجيولوجية والمواقع الأثرية التي يصل عمرها الى خمسة آلاف سنة، اضافة الى الحياة البرية النادرة.