لا يتجاوز نصيب سياحة المحميات الطبيعية في مصر الواحد في المئة من إجمالي عدد السياح القادمين الى البلد على رغم ان لدى مصر حتى الآن 23 محمية تمثل ثمانية في المئة من مساحة اراضيها. من المنتظر أن تعلن مصر من الآن وحتى عام 2017 عن إنشاء 17 محمية جديدة ليرتفع بذلك عددها الى 40 محمية طبيعية ستغطي 18 في المئة من مساحتها الكلية. ولجذب مزيد من السياح إلى زيارة تلك المحميات، أوصى "المؤتمر الدولي للمحميات الطبيعية" الذي عقد اخيراً في مدينة شرم الشيخ، بضرورة الحفاظ على الشُعاب المرجانية والاسماك والتنوع البيولوجي من خلال نظام بيئي سليم، والاستفادة من الخبرة الصينية في مجال السياحة البيئية، ومن ثم التعاون بين العلماء المصريين والجهات المانحة، كالاتحاد الاوروبي، وتكثيف الجهود لتنمية البحر الاحمر. ودعا المؤتمر الى اقامة متحف طبيعي وطني يضم الحفريات وبصمات الانسان الأول، وبنكاً للجينات في شرم الشيخ. بالاضافة الى بناء شبكة معلومات تشمل كل المناطق الطبيعية وما تحويه من كائنات حية وبشرية ونباتات. وطالب أيضاً بزيادة عدد المحميات الطبيعية في مصر، وما تحتاجه من خدمات رديفة سواء بغرض حمايتها او تلبية لمتطلبات السياحة البيئية. ودعا المؤتمر كل الدول التي لم تصدق على "بروتوكول السلامة الإحيائية" إلى التصديق عليه في أقرب وقت لتفعيل اتفاق التنوع البيولوجي العالمي، مع ضرورة التأكد من عدم إحداث تأثير سالب على المحميات الطبيعية، ووضع استراتيجية لتنمية السياحة البيئية، ولا سيما تنمية الصناعات والحرف البيئية في هذه المناطق، مع تشجيع التدريب وتنمية المشاركة مع القطاع الخاص، ودعم المبادرات الخاصة في السياحة البيئية وتشجيعها بهدف التوسع في انشاء مزيد من المدن والمناطق الصديقة للبيئة. وطالب المؤتمر أيضاً بضرورة وضع برنامج تنشيطي تسويقي لإدراج هذه المحميات على خريطة السياحة المصرية الدولية، مع ربط هذا البرنامج بالتنمية المستدامة المتوازنة في مناطق المحميات، والحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض فيها من الحيوانات والنباتات، لتصبح مصدر جذب للسياحة البيئية في مصر. وقال مدير برنامج "صوت" للأنظمة الاحيائية في جهاز شؤون البيئة، الدكتور عصام البرادعي، إن تنفيذ برنامج "صوت" في ضوء الاتفاق الموقع بين مؤسسة "هانس زايدل" الالمانية، و"الهيئة العامة للاستعلامات"، يقضي بإقامة عدد من المشاريع البيئية السياحية في مدينة العريش على أن يتولى الجانب الالماني تحديد هذه المشاريع، اضافة الى اختيار أحد المواقع في محمية الزرانيق لاقامة نموذج متكامل للنباتات الطبيعية على مساحة محددة قابلة للزيادة والاتساع، وذلك ضمن وسائل الترويج السياحي لمحافظة شمال سيناء، باعتبار ان "محمية الزرانيق" هي المحطة الاولى للطيور المهاجرة من شرق اوروبا وآسيا. واضاف البرادعي ان هذا المشروع يسهم في جذب السياح من محبي مشاهدة الطيور مع تزويد الموقع بوسائل مشاهدة ميدانية حديثة، داخل أبراج مزودة نظارات مكبرة، بالاضافة الى تأمين قوارب تعمل بالطاقة الشمسية لتجنب إحداث ضوضاء تؤثر على استقرار الطيور حتى لا تهرب من الموقع. وعن دور الهيئة المصرية لتنشيط السياحة لجذب مزيد من السياح لزيارة المحميات الطبيعية قال رئيس الهيئة المصرية عادل عبدالعزيز ل"الحياة" إن "المحميات الطبيعية في مصر منتج سياحي متميز يتم تسويقه في إطار البرامج السياحية المتنوعة لمصر"، وإنه "تم تنشيط برامج ترويج سياحة المحميات عالمياً عبر المعارض والبورصات والمؤتمرات الدولية التي تشارك فيها مصر". واضاف انه لا يمكن فصل برامج المحميات السياحية عن البرامج الاخرى التي تنظم للسياح لانها تتضمن زيارات لهذه المحميات والاستمتاع بجمالياتها وممارسة الغوص فيها معتبراً أن المحميات تدخل في إطار السياحة الشاملة وتدرج ضمن البرامج السياحية المتعددة النشاطات، من دون الفصل بينهما. وأكد الخبير السياحي، الدكتور عبدالحميد فرغلي، ان المحميات الطبيعية تشكل أحد أهم مصادر الجذب لهواة سياحة البيئة، والذين تزايدت أعداد القادمين منهم من الدول الاوروبية، نظراً إلى اختلاف البيئة في مصر عن البيئة التي يعيشون فيها في اوروبا. واعتبر إن تعدد البيئات الطبيعية في مصر يمثل بحد ذاته نقطة جذب لقاعدة عريضة من السياح، مشيراً إلى توافر سياحة السفاري والصيد والرياضة والاستشفاء، مع سهولة الجمع بينها وبين السياحة الحضارية والثقافية والتاريخية.