أثارت تصريحات رئيس الوزراء البريطاني توني بلير التي اتهم بها العراق ب"اعدام" اثنين من الجنود البريطانيين ردود فعل شعبية وإعلامية في بريطانيا، نظراً الى تصدي أفراد من عائلة أحد الجنود لتصريحات بلير واتهامه بالكذب، مؤكدين أن ابنهم لم يعدم بل قتل في ساحة القتال. وكان بلير أعلن أول من أمس ان القوات العراقية "أعدمت" جنوداً بريطانيين أسروا في العراق، واشار في المؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس الاميركي جورج بوش في كامب ديفيد الى "عرض مشاهد جنود بريطانيين تم اعدامهم". وأوضح ان عمليات الاعدام هذه "انتهاك فاضح لكل اتفاقات الحرب"، معتبراً ان هذا الأمر "يشكل عملاً وحشياً يتجاوز كل منطق". ورداً على سؤال عن الاسباب التي دفعته الى تبني رواية "الاعدام" اكتفى بلير بالاجابة: "بسبب الظروف التي نعرفها". ونفى العراق الاتهام، فقال وزير الاعلام محمد سعيد الصحاف في مقابلة مع تلفزيون ابوظبي: "عندما بث العراق مشاهد الجنود البريطانيين المحترقين اصبح الوضع متوتراً في بريطانيا، ولكي يشن بلير حرباً نفسية على العراق اتهم العراقيين بأنهم أعدموا الجنديين. لكن كذب، فالعراق لم يعدم احداً وهما قتلا في ساحة القتال ومعظمهم قتل بسبب جبنهم والباقي أسر". واشارت الصحف البريطانية أمس الى أن تصريحات بلير أثارت غضب ذوي القتيلين، إذ اتهمت نينا شقيقة لوك أولسوب أحد الجنديين رئيس الوزراء بالكذب، وتساءلت في تصريح لجريدة "ديلي ميرور" عن "حاجة" المسؤولين البريطانيين إلى الكذب. وكشفت نينا أن ضابطين من المعسكر الذي انتمى إليه شقيقها في بلدة ويمبيش في مقاطعة إيسكس شرق انكلترا زارا منزل العائلة قبل تصريحات بلير وأبلغاها "سقوط لوك خلال القتال". وأوضح الضابطان أن العربة التي كان يستقلها ابنهم تعرضت لمكمن نصبه جنود عراقيون فقتل لوك وزميل آخر له. وقالت نينا انها صدمت جداً لدى سماعها بلير وهو يتحدث عن الموضوع في المؤتمر الصحافي، وان العائلة "مهتمة بمعرفة الحقيقة، فهناك فرق كبير بين الروايتين ويهمنا معرفة إن كان لوك مات بسرعة". وأضافت "اننا لا نفهم لماذا يكذبون، لا بد وان يكون ذلك خطأ. من المهم لنا ان يعلم الناس حقيقة ما جرى في الواقع". وفي وقت لاحق قال ناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني انه لا يمكن اثبات ان الجنديين أُعدما "ولكن يبدو ان ذلك محتمل". واضاف: "نظراً الى عدم وجود الجثتين لدينا فلا يمكن ان نكون متأكدين تماماً ولكن كل معلومة لدينا تشير الى ان هذين الرجلين أُعدما باسلوب وحشي جداً". واشار الى ان الجثتين كانتا ملقيتين بعيداً عن مركبتهما كما كان واضحاً انهما فقدا معدات تستخدم للحماية مثل الخوذة. وقال المتحدث "نقبل ان ذلك ليس دليلاً قاطعاً ولكنه يشير الى هذا الاتجاه". وكان بلير اعرب عن "اشمئزازه" عندما علم ان قناة "الجزيرة" عرضت مشاهد تظهر الجنديين القتيلين. وكانت القناة ذكرت ان الجثتين لجنديين بريطانيين قتلا خلال معارك عنيفة في منطقة الزبير.