** هناك امثلة عديدة وراسخة في اذهاننا لحركات تحرر وطني انطلقت من الخارج ولم تنجح بل زادت الامر وبالا.. ودمارا وتعقيدا على تلك الشعوب التي تنشد الخلاص من سطوة الطغاة فاذا بها تقع في براثن الاستعمار الذي قدم لها العون ليس من اجل انتزاع شعوبها من بؤرة الفقر والجوع والبطالة والاستبداد وعدم توفر العدالة الاجتماعية واستحواذ فئة باغية على مكتسبات تلك البلدان وخيراتها التي كان بإمكانها ان تجعل تلك الدول من اغنى البلاد واكثرها رخاء وتقدما بما وهبها الله من ثروات الارض وكنوزها ويكفي ما حاق بالعراق واهله من تشتت ودمار وغربة وفرقة وهجرة الى معظم انحاء العالم هربا من الموت والمتفجرات والسيارات المفخخة التي اجتاحت ارض الرافدين من شماله الى جنوبه الى شرقه وغربه.. ولم تسلم أي مدينة او قرية في العراق من ذلك الدمار الشامل. ** لقد استيقظت تلك النعرات الطائفية بين الشيعة والسنة.. وغلاة الساسة الطامحين الى كراسي الحكم ونهب مقدرات ومكاسب وخيرات بلادهم واصبح الوصول الى السلطة خاضعا لإرادة الاجانب ومن يخدم مصالحهم. ** واذا كانت احداث العراق الدامية لم تترك لنا العبرة مما رأيناه من تدخلات الغرب وامريكا في بلداننا.. فما الذي يمكن به ان نعتبر ونتعظ!! غدا المنتصر فيهم هو اكبر الخاسرين عندما يشاهد الدمار والخراب الذي حل بوطنهم وعندها لو قدر لعمر المختار ان يصحو من قبره لصب لعناته وغضبه عليهم جميعا ** صحيح ان الكثير من العرب ليسوا مع التدخل الاجنبي في تغيير انظمة الحكم بأيدي المستعمرين ولهذا قامت العديد من الحركات التحريرية من الداخل وهي اشبه بثورات عارمة وكاسحة قام بها الشباب في تونس ومصر دون عون من احد من خارج ارضهم وبدون طائرات الغرب وبارجاته وصواريخه التي تقتل الابرياء ولا تفرق بين احد.. لقد قامت تلك الثورات السلمية بصدور عارية لتقابل جبروت وقمع السلطة.. وانتصرت وقد يكون الفضل بكل تأكيد لانتصار تلك الجموع الثائرة للجيش البالغ المهنية والالتزام لحماية الشعب في تونس ومصر.. والتحامه مع ارادة شعوبهم التي تنشد الخلاص من القهر والفقر والاضطهاد والقمع.. وعندما وقف الجيش الباسل في مصر مع شعب مصر انتصرت ارض الكنانة ارض المرابطين الاحرار وكذلك في تونس.. وقدرت كل شعوب الدنيا نضالهما من اجل الحرية والكرامة. ** ولعل ما يحدث الآن من احداث عنيفة في ليبيا وازهاق ارواح الابرياء والحرب الدائرة رحاها بلا هوادة بين من يسمون انفسهم بالثائرين وتسميهم سلطة العقيد القذافي وكتائبه بالمتمردين هي التي فتحت الباب لطائرات الغرب وبوارجه المدمرة لحصد ارواح الناس المتقاتلين والمسالمين ولا فرق. ** هذه هي الحسنة الكبرى التي ارادها القذافي والثوار معا لحصد وتدمير الاخضر واليابس في بلادهم.. وغدًا المنتصر فيهم هو اكبر الخاسرين عندما يشاهد الدمار والخراب الذي حل بوطنهم وعندها لو قدر لعمر المختار ان يصحو من قبره لصب لعناته وغضبه عليهم جميعا... لانهم يقتلون بعضهم. ** اما اليمن.. فاني ارى ان صوت الشعب هو الاعلى وهو الاكثر وضوحا برغم خطب الرئيس ووعوده تارة وتهديده بحرب اهلية تارة اخرى.. ولا اجد ما اعلق به على احداث اليمن سوى ما قاله اليمني الشاعر الفذ الاعمى الاكثر ابصارا من كل المبصرين – البردوني رحمه الله: «وفي الغرب القى الف مرتزق في اليوم يسألني ما لون معتقدي بلا اعتقاد وهم مثلي بلا هدف يا عم ما ارخص الانسان في بلدي» ولا زيادة بعد قول – البردوني -.