إذا كان هناك من حديث يتعلق بالديموقراطية وبالحرية واحترام حقوق الشعوب، وإرسال جنود سلام أفريقية الى تلك الدول التي يقع فيها انقلاب أو تمرد، والاستيلاء على الحكم لإعادة الحكم الى الرئيس المخلوع، فلا بد أن نبدأ من الأساس. فالرئيس الذي ينتخب من شعبه هو الوحيد الذي يحق له طلب إرسال جنود لمساعدته على إعادة الحكم، في حال إطاحته، وحفظ الأمن في البلاد. أما الحكام الذين ينادون بالديموقراطية، وهم أساساً استولوا على الحكم بواسطة تمرد وانقلاب، فيخيل إليهم أنهم في مقدورهم إقناع الشعوب بتلك الدعايات. والعكس صحيح. فتلك الدعايات تفضح أنانيتهم وبطشهم. وهم يعلمون جيداً كيف وصلوا الى السلطة، من طريق الانقلابات، وتدمير البشر والحجر، وحرق الأخضر واليابس. وهم يتمسكون بالسلطة مهما كان الثمن، ويقومون بقمع المعارضين، وسجن المثقفين وأصحاب الرأي. والأخطر من ذلك كله هو نهبهم ثروات البلاد، وإرسالها الى الخارج وفتح أرصدة سرية في بنوك أوروبية، وخصوصاً سويسراوفرنسا، بينما يموت الشعب جوعاً وفقراً. والواقع الأفريقي كالمثل الذي يقول: "كما تدين تدان". إنهم ينادون بالديموقراطية، ولا يعملون بها. وعندما يدعون الى انتخابات يفوزون في تلك الانتخابات بكل الأصوات. وكأنه ليس في أيام الاقتراع شخص مريض لم يذهب الى الصناديق، أو لم يمت أحد. جميعهم يشتركون في شيء واحد، وهو الديكتاتورية. ولم يفكر الواحد منهم يوماً ببناء وطنه ومساعدة شعبه، فجمع ثروات البلاد، ليتمتع بها أفراد عائلته وحاشيته وأعوانه، همهم الوحيد. فهؤلاء الزعماء دمار الأوطان، بجهلهم وبحقدهم وأنانيتهم. والمصيبة الأعظم أن فرنسا التي تدعي العدالة والديموقراطية واحترام حقوق الإنسان ورأي الشعوب، تشترك في صنع حركات التمرد. جدة - علي يوسف ماريل تشادي مقيم