منذ أطلت الممثلة والمخرجة ندى أبو فرحات في مسلسل "العاصفة تهب مرتين" في دور السكرتيرة حتى بدأت تنهال عليها العروض مع أنها بدأت التمثيل قبل ذلك بفترة لا بأس بها. فقد عملت مع الرحابنة في مسرحية "الإنقلاب" وفي مسرحيات أساتذتها مثل لطيفة منتهى وريمون جبارة، الى ان وقع عليها اختيار نضال الأشقر في مسرحية "3 نسوان طوال". وتقول ندى في هذا الاطار: "لقد اختارتني السيدة نضال الأشقر بناءً على الموهبة التي وجدتها فيّ فأنا لم أكن أعرف هذه السيدة أبداً عن قرب، وكنت سعيدة بهذا الاختيار لأن هذه التجربة بالذات كانت مهمة وكانت حافزاً لي لأقدّم أفضل ما لديّ؟... وفي ظل الإطلالات العديدة لندى في كل من "العاصفة تهبّ مرتين" و"نساء في العاصفة" و"3 بنات"، و"طالبين القرب" و"غداً يوم آخر" و"غاردينيا"" و"شارع الأيام" و"شوهاد" كانت عينها على الاخراج فقدمت مسرحية "الفراشات الحرّة" وأيضاً مسرحية "غنوة" التي يشاركها في اخراجها مؤلفها جان صادق. الى السينما ولم يتوقف طموحها عند هذا الحد فشاركت أخيراً في فيلمين، الأول بعنوان "الواقع واقع" ولم يُعرض حتى الآن، وتقوم فيه بدور الفتاة العائدة من الولاياتالمتحدة الأميركية الى وطنها وتودّ ان تعكس في الفيلم حياة الشباب الذين يعيشون في لبنان، وشاركها في التمثيل كل من طارق تميم، زينب عساف، وطلال الجردي. أما الثاني فهو عبارة عن تيليفيلم من بطولتها مع بيار داغر وهو تحت عنوان: "يا... را". وتعتبر أبو فرحات انها فتاة محظوظة بنسبة 90 في المئة لأنها استطاعت ان تفجّر مواهبها خلال السنوات القليلة الاخيرة وهي تقول: "طبعاً أنا محظوظة، فلو لم أجلس في الكافيتيريا كسكرتيرة في مسلسل "العاصفة تهب مرّتين"، ربما لكنت جالسة حتى اليوم في البيت". وتقول: "ان المخرجين والكتّاب في لبنان يفتقدون الى الكاريزما في اختيار الممثلين الجيّدين"، ودعتهم الى لقاء الطلاب الذين يملكون القدرة على التمثيل في شكل عفوي ومحترف. وأسفت لاختيار بعض الفتيات اللواتي لا يتمتعن سوى بجمال الوجه وجمال الجسد، معتبرة "ان هذا الاختيار سببه واحد هو الأجر الرخيص الذي يتم دفعه لتلك الفتيات لأن الممثلة المحترفة لا يمكن ان تقبل بما تقبل به أي فتاة أخرى". وعبّرت عن ارتياحها الى العمل مع بعض الممثلين أمثال غسان سالم، يورغو شلهوب، رلى حمادة، كارمن لبّس وكلوديا مرشيليان وقالت: "أشعر حين أعمل مع هؤلاء بصدق كبير في العمل". وأكثر الأدوار المحببة الى قلبها كان دورها في "يا... را" وقالت عنه: "شعرت خلال تأدية هذا الدور وكأنني أعيش كل مراحل حياتي وأنا أمثّل، لأنني جسّدت شخصيات ومواقف وأحاسيس متعددة". وتحلم أبو فرحات بتجسيد دور الأم في أحد المسلسلات أو الأفلام كالأم التي فقدت إبنها لأنها قد تبرع فيها في شكل كبير. وعن أدوارها الجريئة في بعض المسلسلات قالت ندى: الجيل القديم قد يعتبر ان "القبلة" هي الجرأة بحد ذاتها، لكن ما أقوم به حقيقة هو خدمة النص ليس الا وشخصياً أرى ان الجرأة لا تقتصر فقط على القبلة بل على البكاء أحياناً، أو على مواقف أخرى، وفي المقابل يعتبر الجيل الشاب ان التعبير عن المشاعر الحلوة من خلال القبلة أمر لا بد منه، لا بل ضروري". وأضافت: "في يا... را" حصلت القبلة بيني وبين بيار داغر وقد أتت في محلها وكان كل ما يهمنا نحن الاثنين خدمة الفيلم وخدمة الموضوع، ومن جهة أخرى لدى أهلي وعائلتي كامل الثقة بي لأنني تربّيت على الصراحة وهم يحترمون عملي الى أبعد الحدود". وعما إذا كانت تشعر بضياع ما بين دورها كممثلة أحياناً ودورها كمخرجة في احيان أخرى قالت ندى: "لا يمكن ان أضيع لأنني أفصل بين الاثنين فحين أمثّل أعرف دوري وحدودي، وكان من السهل عليّ ان أقوم باخراج مسرحية لأنني أملك الموهبة في النظرة الجمالية، كما أعشق الأطفال ولم أكن أعرف حقاً انني سأفهم الأطفال الى هذه الدرجة، ففي مسرحية "الغابة السحرية" أدّيت دور الساحرة التي سحرت الأطفال وشغلتهم وأنا احترم جداً طريقة تفكيرهم". وأعلنت ندى انها تكتب حالياً مسرحية جديدة ستترجم فيها حياتها لأن ما عاشته في الفترة الأخيرة كان بمثابة نضج كبير حيث شعرت انها اكتشفت أموراً كثيرة توقفت عندها مراراً". وتقول ندى: "كنت أشعر بأنني وحيدة مع انني كنت أعيش ضمن عائلة كبيرة وبين 4 شقيقات، وهذه الوحدة سببت لي الكثير من المشاكل إن في علاقتي بالمجتمع أم في علاقات الحب أم في العلاقات بالأصدقاء، ولكنني بعد عذاب كبير فهمت الأمور أكثر وأدركت انني لا أستطيع ان ألوم أحداً سوى نفسي، وأنا اليوم سعيدة لأنني التقيت برجل حياتي وهو ريشار ميلان الذي أشعر تجاهه بحبّ كبير أتمنى ان يتكلل بالزواج".