ندى أبو فرحات الممثلة اللبنانية التي عُرِفت بأدوار متنوعة توزّعت بين الكوميديا والدراما، الجرأة والخضوع، الرفض والقوة، تظهر الليلة في الحلقة الأخيرة من الجزء الأول من مسلسل «سارة» الذي يُعرَض على شاشة «أم تي في». ماذا أضاف دورها في هذا المسلسل إلى مسيرتها التمثيلية؟ تجيب: «الشخصية التي لعبتها جديدة ومؤثرة جداً بخاصّة في موضوع المرأة، فدوري مشجّع للمرأة ويدعوها إلى أن تكون متحررة في مجتمعها، لكنّها في الوقت ذاته تتحدّى القانون لأنّ لا قانون يحميها، مثلاً في موضوع الطلاق». وتضيف ندى: «قصة الحب شجّعتني أيضاً على قبول هذا الدور لأنّ فيه تحدّياً في التمثيل خصوصاً مع الممثل مجدي مشموشي، أضف إلى أنّها القصة الأكثر دراماتيكية في المسلسل». ولكن، ألم تكن تتمنى أن تلعب دور البطولة؟ تبتسم نافية هذا الموضوع وتبرر ذلك بالقول ان «الدور يتطّلب شخصاً شديد الرقّة، ولا أشعر أنّني الممثلة الأنسب لأدائه». لا تنزعج ندى من لعب أدوار ثانية من دون أن يعني ذلك أنّها لا تطمح دائماً إلى أن تلعب أدوار البطولة، «ولكن إن عُرِض عليّ دور جميل يجعلني أتقدّم في مسيرتي الفنية لا يمكنني رفضه لمجرّد أنّه دورٌ ثانٍ، وإلّا فسيكون ذلك قمّة الغباء أو في أحسن الأحول قمّة التعجرف»! الجزء الثاني من «سارة» بُدِئ تصويره، وسيتألّف من عشر حلقات ليكون المسلسل بجزءيه من 25 حلقة. وتفصح ندى عن أنّ أحداثاً كثيرة غير متوقعة سيحملها الجزء الثاني، وتقول: «كلوديا مرشيليان تكتب بشكل يصيب عمق واقعنا». بعد إلحاح لدفعها إلى كشف بعض أحداث الحلقة الأخيرة الليلة، تتردّد ندى قائلة: «قد تجنّ الكاتبة إن تفوّهت بكلمة»، ثمّ ترضخ لاجئة إلى التلميح بدل التصريح: «ما من معجزات ستحصل لتحلّ المشاكل وتشفي المرضى...». تضحك أبو فرحات بعد الشعور بأنّها، بطريقة كلامها، تشبه المنجّمين الذين يظهرون يومياً على الشاشات وبخاصّة ليلة رأس السنة، فننتقل إلى موضوع آخر هو تجربتها في التقديم في برنامج «لاقونا عَ الساحة» على شاشة «أو تي في». تصف هذه التجربة بالجميلة والممتعة والمتعبة في آن. «أجمل ما في الأمر أنّنا نتعرّف إلى قرى لبنانية جديدة ونلتقي بأشخاص لا يمكن مصادفتهم يومياً، فلا تجد بسهولة شخصاً قادراً على رفع الجرن خمسين أو ستين أو سبعين مرّة». وتضيف: «أهل كل منطقة في لبنان يتمتّعون بميزات خاصّة بهم وكل قرية لها عاداتها وتقاليدها ومنطق تفكيرها الذي قد يكون مختلفاً عن الباقين، ولكن ما يجمع كلّ الأشخاص هو الطيبة الموجودة في أعماقهم». الفكرة بحسب ندى مشجّعة جداً، فهذا البرنامج هو الأول في لبنان الذي يقدر على لفت الأنظار ليجتمع حوله ألف وخمسمئة مشاهد مباشرة على الأرض من دون أن يدعوهم أحداً أو يرجوهم للحضور. «النقص في هذا البرنامج هو أنّ ما نراه على الأرض لا نتمكّن من رؤيته كما هو على الشاشة بسبب نقص الإنتاج، بالتالي نقص عدد الكاميرات والفريق العامل، ولكن على رغم كلّ ذلك استطاع البرنامج أن يحصد نجاحاً لافتاً». تقول ندى إنّ بعضهم يتّهمها بالتحيّز وبأنّ الفِرَق التي تقودها هي التي تفوز في غالبية الوقت، وتوضح أنّها لم تغش أبداً، «لكنّني أحب أن ألعب معهم وأن أتسلّى لذلك كنت أشجّعهم من كل قلبي، ويبدو أنّ ذلك كان يبثّ فيهم طاقة وحماسة فيربحون». أمّا عن اعتبار بعضهم أنّها تقع في المبالغة في ردود فعلها فتقول: «هذا ما كان يظهر على الشاشة، ولكن على الأرض، كنت أبدو عادية وأتصرّف بشكلٍ طبيعي جداً، بل أحياناً أقلّ ممّا كان يفرض عليّ الجوّ الحماسي». الآن، تستعد ندى للسفر إلى أبو ظبي بعدما اختارتها الهيئة العليا للمسرح في أبو ظبي لتمّثل لبنان في مؤتمر يتعلّق بتطوير المسرح في البلدين. وطرحت اسم الممثلة كارول عبود لترافقها في هذه الرحلة، ولمساعدتها في تنظيم مهرجان سيشمل ورَش عمل من مختلف البلدان بالإضافة إلى نشاطات أخرى. وستشارك أيضاً في فيلم سينمائي جديد يتحدّث عن لبنان، ولكنّ من إنتاج أجنبي. كذلك تستعد للتمثيل في مسرحية استعراضية جديدة طرحت فكرتها بنفسها، وهي عبارة عن مونودراما من كتابة كلوديا مرشيليان وإخراجها ومن إنتاج «مروى غروب»، وسترقص فيها وتغني وتؤدي ثماني شخصيات مختلفة. الدوبلاج هو من الأمور التي رفضتها ندى أبو فرحات في شكل قاطع معتبرة أنّ الدوبلاج هو تمثيل ناقص. ولكن من ناحية أخرى تُفصح عن أنّها ترغب في دبلجة الرسوم المتحركة لأنّ ذلك يسلّيها بخاصّة أنّها تحبّ كثيراً تغيير صوتها، وتقول ضاحكة: «سأنتظر بعد هذه المقابلة أن يُعرَض عليّ هذا الأمر».