أيدت مصر وليبيا وجامعة الدول العربية الأفكار السعودية لوقف الحرب على العراق، وفيما اعتبرت القاهرة أن هذه الحرب لن تكون في مصلحة أي طرف، رأى الأمين العام للجامعة عمرو موسى أن مقاطعة أميركا طرح غير واقعي، وأشادت دمشق ب"صمود الشعب العراقي وتصديه للغزاة وعدوانهم الوحشي". وأعلن وزير الخارجية المصري أحمد ماهر أن على كل الأطراف أن تدرك ضرورة التحرك للتسوية السلمية، وأعباء تكاليف استمرار العمليات العسكرية في العراق. وقال في تصريحات صحافية أمس إنه عند إدراك الأطراف المختلفة ذلك، فإن لدى السعودية أفكاراً يمكنها طرحها، وأكد أن الديبلوماسية "أكثر لزوماً وفائدة في أوقات الأنواء والعواصف". وشدد على أن العمليات العسكرية في العراق لن تكون في مصلحة أي طرف، مشيراً إلى أن "الشعب العراقي يعاني من هذه العمليات ما سيؤدي إلى تداعيات كثيرة". أما عمرو موسى فأعلن أن الجامعة تؤيد الأفكار السعودية، لأنها تساعد المساعي العربية الجماعية لوقف الحرب على العراق. وكان تلقى اتصالاً هاتفياً أمس من وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، وبحثا في الاطار العام للأفكار السعودية. وقال موسى إن هذه الأفكار لا تتعارض مع المساعي العربية الجماعية، مشيراً الى أن "الولاياتالمتحدة اصبحت تدرك انها لن تُستقبل بالورود إنما بالحرب والمقاومة". وزاد أن "الدمار الحالي في العراق سيؤدي الى إعادة النظر، خصوصاً أن العراق كله بمن فيه مَن كان ضد الحكومة، يدافع عن ترابه". وأعرب عن اعتقاده بأن العرب "ليسوا مجرد أوراق ضعيفة وهم موحدون في عدم قبول ما يحدث للعراق". وقال أمين اللجنة الشعبية الليبية للوحدة الافريقية الدكتور علي عبدالسلام التريكي إنه يؤيد الأفكار السعودية، مشيراً إلى أنها لم تطرح في مجلس الجامعة. وتابع على رغم عدم معرفته بتفاصيلها، يؤيدها طالما تهدف إلى وقف الحرب وانسحاب القوات الغازية فوراً من العراق. ونفى التريكي وجود مشكلة حقيقية بين ليبيا والكويت، خصوصاً بعد التظاهرات المتبادلة في البلدين. وذكر ان لا أحد يقبل بمنح تسهيلات ومساعدات للأميركيين والبريطانيين، معرباً عن تفهمه الحال النفسية للكويتيين، بعدما حدث عام 1990. الى ذلك، اعتبر موسى الدعوة إلى عن طرد ديبلوماسيين أميركيين من دول عربية أو مقاطعة اميركا "كلاماً غير واقعي"، لأن "العالم لن يقاطع اميركا وهذا مضيعة للوقت". ودعا العرب الى أن يركزوا على "الخطوات التي يستطيعون اتخاذها والتحرك في مجلس الأمن"، وحمل بشدة على "مهاترات من يتحدثون عن عدم جدوى القرار الصادر عن وزراء الخارجية العرب"، وقال: "من يطالبون بعدم اصدار قرارات سياسية يسقطون ضحايا لعدم المعرفة، وهذا نوع من قتل الذات". وتساءل: "إذا لم ندن العدوان فماذا نفعل؟". الأسد وحماية الموقف العربي في دمشق، قال الرئيس السوري بشار الأسد إن "من واجبنا ألا نترك ساحة العمل الساسي للوبي الصهيوني"، مؤكداً أن "سورية تحمي الموقف العربي من خلال تمسكها بمبادئها الوطنية والقومية". وحض الأسد خلال استقباله لجنة الشؤون العربية والدولية في مجلس الشعب البرلمان السوري المنتخب حديثاً، أعضاء اللجنة على "تفعيل عملها لتأخذ مكانتها داخل البلاد وخارجها، ولتمتين العلاقات مع اللجان المماثلة لها في برلمانات العالم بغية توضيح قضايانا العادلة". ودعا نائب الرئيس السوري محمد زهير مشارقة إلى "تفعيل التضامن العربي في مواجهة الأخطار" لافتاً الى أن "سورية دعت الى وقف فوري للعدوان على الشعب العراقي، وحل الأزمة بالعودة إلى مجلس الأمن، بصفته المرجع الوحيد". وأشاد ب"صمود الشعب العراقي وتصديه للغزاة وعدوانهم الوحشي في مثل هذه الظروف الحرجة التي يمكن أن تكون لها انعكاساتها الخطيرة وعواقبها الوخيمة على أمن المنطقة واستقرارها، وعلى السلم العالمي".