على رغم اختلاف مواقف الدول العربية تجاه الغزو الاميركي للعراق وطريقة التعاطي معه، حرص وزراء الخارجية العرب الذين اجتمعوا في القاهرة امس، على محاولة الاقتراب من طموحات الشارع العربي والتوصل الى صيغة ترضي العراق وتحقق طموح الشارع وتمنع إبراز خلافاتهم وسط ضجيج الآلة العسكرية الاميركية - البريطانية والصمود العراقي الذي انعكس على الاجتماع. وجاءت مؤشرات نتائج الاجتماع مرضية للوفد العراقي. وخصص وزراء الخارجية العرب اجتماع دورتهم العادية 119 لمناقشة "العدوان"، وواجهوا مشكلة في توصيف يتضمنه بيانهم الختامي للعمل العسكري الاميركي ضد العراق، وتم الاتفاق على استخدام لفظ "عدوان" بدلاً من "حرب" ضد العراق. وجرت مشاورات مع وزراء دول مجلس التعاون الخليجي في شأن مطالبة الكويت بإدانة القصف الصاروخي العراقي الموجه اليها، وتم اتفاق على تأكيد ضرورة سلامة دول الجوار في البيان الختامي. ووزع مشروع البيان، قبل بدء الجلسة المغلقة مساءً من دون ان يتضمن تلك العبارة بعدما اتفق الوزراء على أن تتم الصياغة النهائية للبيان في تلك الجلسة. ووسط أجواء ساخنة، افتتح وزير الخارجية اللبناني السيد محمود حمود أعمال الجلسة العلنية بحضور 16 وزيراً، وأكد أن "العدوان الاميركي على العراق جاء خلافاً لإرادة الغالبية الساحقة من الدول والشعوب والقيادات الروحية في العالم"، وفي "خرق فاضح لأبسط قواعد القانون الدولي والمبادئ الشرعية الدولية". ودعا حمود الى "وقفة ومحاولة جادة لمواجهة هذا التحدي التاريخي الذي يطالعنا في بداية القرن الحادي والعشرين"، مشيراً الى "استسلام البعض امام منطق القوة والتشكيك مسبقاً في أي جهد لوقف العدوان". وسجل حمود عجز مجلس الأمن عن وقف الحرب إلا أنه شدد على ضرورة عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن وإعداد مشروع قرار يعرض على المجلس من ست نقاط تشمل: "تأكيد عدم شرعية الاعمال العسكرية، وإدانة العدوان الذي يتعرض له العراق، ودعوة القوى المعتدية لإنهاء عملياتها والانسحاب الفوري وغير المشروط، واحترام سيادة ووحدة العراق وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، وإعادة تفعيل عمل المفتشين، واحترام سيادة وأمن وسلامة الدول المجاورة للعراق". وأكد حمود ضرورة مراعاة عدد من المبادئ في التحرك العربي لوقف العدوان تشمل رفض أي اجراء يؤكد اضفاء الطابع الشرعي على الاحتلال، ورفض خطط اميركا لفرض ادارة جديدة في العراق. وتحدث امين اللجنة الشعبية العام للوحدة الافريقية في الجماهيرية الليبية الدكتور علي عبدالسلام التريكي الذي انتقلت رئاسة مجلس الجامعة الى بلاده قائلاً: "في الوقت الذي نجتمع فيه في القاهرة تدك طائرات العدوان الاميركي والبريطاني معقل صلاح الدين والأمة العربية، عاصمة الرشيد بغداد في عدوان غاشم يفتقد الى أبسط قواعد الانسانية"، وأشار التريكي الى أن العراق يتعرض لعدوان "هدفه الامة العربية بأسرها وليس القطر العراقي فقط". وأكد على أن هذا العدوان "من جانب الامبريالية والصهيونية يريد أن يقسم هذه الامة ويجزئها ويمنع أهلها من أي قدر بهدف حماية الكيان الصهيوني". ووجه التريكي تحية الى الجيش العراقي، مضيفاً: "نقول لأشقائنا في العراق إننا معكم من المحيط الى الخليج كما أحيي شعوب العالم بما فيها الشعب الاميركي الذي تظاهر ضد العدوان". وأعلن الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى أن أمام المجلس مسؤولية مهمة في العالم في انتظار ما ستسفر عنه الاجتماعات في مواجهة العدوان على العراق.