بعد أن أوقفت "المؤسسة اللبنانية للإرسال" كل برامجها وتحولت محطة إخبارية متأهبة لنقل مستجدات الحرب على العراق، تساءل متتبعو برنامج "ميس ليبانون 2003" ماذا حلّ بمباراة إنتخاب ملكة جمال لبنان؟ وهل توقف البرنامج كليّاً، أم هو في إنتظار إنتهاء الحرب على العراق؟ أسئلة عدّة أجاب عنها منتج البرنامج روني جزار، الذي أكدّ أن البرنامج توقف لبضعة أسابيع نظراً الى الأوضاع الراهنة، وأنه سيعاد العمل فيه بعد هدوء الأحوال. مشيراً الى أن "جميع الفتيات أجهشن بالبكاء لدى مغادرتهنّ الفندق ليلة السبت الفائت". وبذلك، عادت كل صبيّة من المتباريات ال12 الى منزلها، بعد أن كانت شروط البرنامج تلزم كل متبارية بعدم مقابلة أهلها أو حتّى الإتصال بهم، الاّ في الفترات المحددة من المسؤولين عن البرنامج. وبذلك، بعد ثلاثة أسابيع من الحلقات اليومية على شاشة ال"أل بي سي"، عطلّت الحرب على العراق قواعد البرنامج. حتى أن أماندا دولبين إحدى أساتذة المتباريات، غادرت الى فرنسا في إنتظار إنتهاء الحرب. الإهتمام بمصير هذا البرنامج بالتحديد عائد الى عدد المشاهدين الذين كانوا يترقبونه، فهي المرة الأولى التي تجرى فيها على هذا النحو مباراة إنتخاب ملكة جمال لبنان، كما هي المرة الأولى في لبنان والعالم العربي، التي تعتمد خلالها تقنية "تلفزيون الواقع" Real TV الذي يصوّر المتباريات في حياتهنّ اليومية. وقد أشاد به عدد من الإعلاميين لأنه طرح طريقة جديدة لإنتقاء ملكة جمال لبنان لهذا العام، ووصفوها بأنها فكرة جريئة تظهر شخصيّة ملكة جمال لبنان الفعلية، إذ أن الكاميرا تترقب تصرفاتها مع عائلتها وبين المتنافسات معها بطريقة عميقة ولا تكتفي بإظهار شكلها الخارجي كما كان يتمّ في المباريات السابقة. وذلك ربما لتجاوز المثل السائد القائل: "كوني جميلة وإصمتي". فضلاً عن أن هذا النوع من البرامج يشرك المشاهد في بيته ويتطلب تفاعلاً Interactivity من الجمهور من خلال إبداء رأيه في المتباريات عبر الإتصال والتصويت لهنّ. ولا ينكر جزار أن الإجراءات التي أتخذت بوقف البرنامج موقتاً، "أثّرت في البرنامج وقواعده، ولكنه أكّد أن ذلك ليس مميتاً للبرنامج، بخاصة أنه لاقى نجاحاً فاق توقعّات منتجيه. وطمأن المشاهدين الى أنه سيعاد العمل فيه بعد زهاء 4 أسابيع على الأكثر، إذا سمحت الظروف بذلك. وتجدر الإشارة الى أن برنامج "ميس ليبانون 2003" هو من أضخم الإنتاجات التي قامت بها المؤسسة اللبنانية للإرسال الى اليوم وقد تمّ إستقدام معدات خصيصاً لتنفيذه: من كاميرات وميكرفونات وmixers. ويعمل ضمنه أكثر من 60 شخصاً عدا المصورين والأساتذة. وقال ان نجاح البرنامج برهنه رد فعل المشاهدين الذين تتبعوه يومياً وعدد الاتصالات الواردة للتصويت للمتباريات. ورداً على تساؤلات البعض عما إذا كان سيتم اللجوء الى تلخيص الأمور بحفلة واحدة يتمّ خلالها إنتخاب ملكة جمال لبنان، عوضاً عن متابعة المباراة اليومية بأسلوب الReal TV، أجاب جزار: "هناك إحتمال ضئيل لحدوث ذلك. ولكن في كل الأحوال لا يمكننا القيام بحفلة في الأوضاع المأسوية الراهنة". وختم: "الهدف من البرنامج كان ترفيه المشاهدين، ولكن الآن من المستحيل الكلام عن أي حفلة وأي ترفيه في ظلّ الحرب على العراق".