كان لبنان الدولة العربية الوحيدة المشاركة في مهرجان "مسز غلوب 2001" لانتخاب أجمل سيدة عالمية على غرار مهرجان انتخاب ملكة جمال العالم. وانتخاب ملكة جمال السيدات "مسز ليبانون" يقام في لبنان للمرة الرابعة على التوالي. وهذا العام فازت السيدة لميا الهاشم باللقب ومثلت لبنان في الانتخابات العالمية التي أجريت في كاليفورنيا في الولاياتالمتحدة الأميركية. وعادت اليه بكأس، حيث اختيرت بين العشر الأوائل وحملت لقب "سيدة الأناقة". الهاشم تحدثت الى "الحياة" عن المهرجان والمشاركة، وقالت: "اكتشفت من خلال تجربتي ان الجمال هو رسالة وليس شكلاً تتغنى به المرأة. فأي لقب جمالي تناله يجب ان يكون مفتاحاً لتحقيق هدف انساني تسمو عبره بمجتمعها، وتعبر من خلاله عن ثقافة بلادها وحضارتها. وليس الجمال تحفة نتغنى بها ونزينها لوحة زيتية يتفرج عليها الناس ويتحدثون عنها. لذا أرفض أن أكون لوحة بل صاحبة رسالة". كيف حملت هذه الرسالة وترجمتها في مهرجان "مسز غلوب 2001"؟ - بما ان لبنان هو الدولة العربية الوحيدة المشاركة في هذا الاحتفال، كانوا يتوقعون ان يجدوا امرأة ربما جميلة ولكنها غير مثقفة أو منفصلة عن تطورات العالم. لا أعرف لماذا هذه الأفكار. ولكنهم فوجئوا بامرأة مثقفة تتقن اللغات وأنيقة وقوية الشخصية وتعرف آداب التصرف، وعلى مدى حوالى شهر اكتشفوا أهمية الدول العربية من خلالي. لقد عرّفت المشاركات واللجنة على أهمية لبنان ثقافياً واجتماعياً وأهمية موقعه العربي، وركزت كثيراً على عروبتي التي هي منبع ثقافات العالم وحضارته. لماذا اخترت ميدان الجمال؟ - أعمل منذ سنوات عدة في ميدان الجمال في مهنة عرض الأزياء التي تتطلب لياقة وجمالاً. وبما أنني متزوجة لم تسنح لي فرصة التقدم لانتخابات ملكة جمال لبنان. فخضت تجربة الترشح لانتخاب "مس انترنت 2000" وفزت بلقب الوصيفة الأولى، وكنت نلت أيضاً جائزة أجمل شعر من شركة Wella، وهذه السنة تقدمت لانتخابات "مسز ليبانون" وفزت بلقب الملكة. لم اختر ميدان الجمال لغرور ذاتي انما لأحقق حلماً قديماً يراودني بأن أغير نظرة الناس ومفهومهم لمعنى الجمال الذي يعتبرونه جامداً. أو يصفونه بأنه جمال خارجي فارغ المضمون. لهذا أثبت ان الجمال لا يوصف خارجياً بل ينبع من الذات الانسانية، فإذا لم يكن الإنسان يمتلك نفسية صادقة وجميلة ينعكس هذا الأمر على شكله الخارجي. ألم يكن في إمكانك اثبات أفكارك عبر عرض الأزياء؟ - ليس بالأسلوب الذي أريد، فعرض الأزياء مجال عملي محصور في اطار المصمم والجمهور الذي يتفرج على أحدث الموضة، أما في مجالي فأنا على اتصال مباشر مع الناس والمؤسسات والإعلام، أقوم بنشاطاتي وأتحدث عنها وعن وضعي كامرأة في مركز معين. ما هي نشاطاتك كملكة جمال السيدات في لبنان؟ - فتح هذا اللقب أمامي فرصة طالما تمنيتها بأن أكون مع الأطفال ممن يحتاجون المساعدة والعناية ولو معنوياً، حيث أنني أعمل للأيتام والمحتاجين عبر المؤسسات. عندما يقال جمال فذلك يعني امرأة، هل أنت مع هذه المقولة؟ - ليس بالضرورة ان يكون الجمال مرادفاً للمرأة فقط. فللرجل جماله الداخلي والخارجي كما للمرأة. انما يُعبر عن ذلك بأساليب مختلفة. فأنا اعتبر ان الشخصية القوية والرجولة هما صفتان جماليتان للرجل. وفي الوصف لا أحب أن أميز الإنسان رجلاً أو امرأة، فالإنسان الجميل جميل داخلياً وخارجياً والعكس صحيح. بالعودة الى انتخابات "مسز غلوب"، برأيك لماذا لم نشاهد هذا الاهتمام على صعيد لبنان؟ - بكل أسف عندما وصلت الى كاليفورنيا وشاهدت الحشود الإعلامية التي رافقت الملكات من كل دول العالم المشاركة في المباراة فوجئت، فلبنان لم يرسل معي أي مراسل أو مصور صحافي، ولم تقم أي وسيلة اعلام لبنانية بتغطية هذا المهرجان الضخم، بينما نجد المتباريات الأخريات لديهن مرافقة من وزارة السياحة ووزارة الإعلام ووسائل اعلامية مختلفة تغطي الحدث وتتكلم عن مرشحاتها. فأنا لو لم يكن معي زوجي الذي هو مراسل ومصور صحافي لما استطعت ان احتفظ ببعض الصور عن المباراة. واليوم عدت الى لبنان حاملة معي كأسين ولم أنل الأهمية التي نالتها بقية المرشحات حتى اللواتي لم يفزن أيضاً. ولا أقول هذا على صعيد "مسز غلوب" بل على صعيد انتخابات ملكات جمال العالم، فنحن لا نسمع أي خبر عن مرشحاتنا الا بعد عودتهن الى لبنان. لا أعرف لما هذا التقصير. هل يؤثر هذا الأمر على نشاطك؟ - اطلاقاً، فأنا لا أطمح للظهور الإعلامي، فلو رغبت لأجريت كل يوم مقابلة. ولكنني ألفت الانتباه فقط. برأيك لماذا نلت لقب "ملكة الأناقة"؟ - لم يأت اللقب هدية. فقد اختارتني اللجنة من ضمن أربعين متبارية بعدما راقبت اهتمامنا بأزيائنا وكيفية تناسقها مع قوامنا وشخصيتنا، وأنا أثناء المباراة ارتديت ثوبي سهرة للمصممين اللبنانيين ايليو عزيز وروني ريشا. وقدمت لي نيكول بلان صاحبة محلات "مفتاح الشرق" الزي الوطني اللبناني لأستعرضه خلال الحفل وبناء على اختياراتي وأناقتي نلت هذا اللقب. خضت تجربة تمثيل صغيرة في فيلم ايطالي. هل من الممكن الآن ان تخوضي تجربة أكبر؟ - ما زال الوقت مبكراً لهذا الطموح. صحيح انني مثلت دوراً صغيراً في فيلم من اخراج وانتاج ايطالي شارك فيه الممثل اللبناني وليد العلايلي، كما لدي تجربة أخرى مع المخرج ما زلت أدرسها؟ ولكنني لم أطر بأفكاري الى هوليوود. فإن عرض عليّ الأمر سأفكر بالرفض أو القبول. هل ستتوقفين عند هذا الحد؟ - أبداً، فأنا أدرس مشروعاً لمسلسل سوري يروي قصة أميرة تختار فارس أحلامها بعد امتحان عسير.