تتوقع مصادر نفطية ان تحقق أسعار النفط ارتفاعاً ملحوظاً في الفترة المقبلة بعدما كانت أكبر الخاسرين منذ اندلاع الحرب على العراق بفقدانها نحو 10 دولارات من آخر مستوى وصلت اليه قبل بداية الحرب. ولفتت المصادر الى ان اسعار الخام بدأت مع نهاية الاسبوع الماضي تسجيل ارتفاع في أسعارها من أدنى مستويات لها منتصف الاسبوع الماضي. وقالت: "ان الأسعار ستشهد تذبذبات في مستوياتها حالياً تمشياً مع سير العمليات العسكرية". وأكدت المصادر ان عوامل سياسية واقتصادية والتطورات العسكرية في العراق ستبقى العامل الأساسي المحدد لأسعار النفط في الفترة المقبلة. وقال خبراء نفطيون ان مجريات الأحداث العسكرية في العراق والحديث عن طول فترة الحرب والخسائر المادية والبشرية التي تتسبب بها الحرب ستدفع بأسعار النفط مرة أخرى الى الارتفاع وان لم يكن الى مستويات الذروة التي حققتها في الشهور الأخيرة التي اقترب فيها الخام الأميركي من 40 دولاراً للبرميل. وأشار الخبراء الى أن الكثير من العوامل لا تزال حتى الآن على رغم اندلاع الحرب تدفع باتجاه انخفاض الأسعار ومنها استمرار تدفق النفط العراقي خصوصاً من الحقول الشمالية الى الشمال. وأعلنت تركيا ان خط النفط العراقي الى ميناء سيهان التركي لا يزال يعمل بكامل طاقته لكن المشكلة ستظهر بعد وقت قصير بسبب عدم وجود ناقلات في الميناء لتحميل الخام. وتتوقع مصادر نفطية ان تساعد المشاكل النفطية الجديدة في نيجيريا اضافة الى مشكلة النفط الفنزويلي في تماسك أسعار النفط في الأسواق الدولية خلال هذا الاسبوع على الأقل. وأكد خبراء في صناعة النفط ان التراجع الحاد في أسعار النفط الاسبوع الماضي قبل ان يسجل حركة تصحيحية بسيطة نهاية الاسبوع يعود الى احساس بأن أمد الحرب لن يطول وأن صادرات النفط من العراق والخليج عموماً لن تتأثر بسبب الحرب، ووصول تطمينات من "أوبك" بسد أي نقص في الامدادات النفطية للأسواق الدولية. وتتفق مصادر في "أوبك" مع ما أعلنه وزير الطاقة الأميركي سبنسر ابراهام من أن انتاج الدول الأعضاء عدا العراق بلغ 26.5 مليون برميل يومياً، وأن معظم دول "أوبك" تنتج حالياً بكامل طاقتها الانتاجية. واتفقت الدول الأعضاء في "أوبك" في اجتماع عادي عقدته في 11 آذار مارس الجاري في فيينا على تثبيت سقف الانتاج عند مستوى 24.5 مليون برميل يومياً والتمسك بنظام الحصص الانتاجية من دون تغيير. غير أن رئيس "أوبك" عبدالله العطية وزير الطاقة والصناعة القطري والأمين العام للمنظمة الفارو سيلفا تحدثا مع بداية الحرب عن "حرية انتاجية" للدول الأعضاء. وأكدت مصادر في "أوبك" ان قراراً بهذا الخصوص لم يتخذ في الاجتماع الأخير للوزراء في فيينا لكن من الطبيعي ان تنتج الدول الأعضاء بكامل طاقتها الانتاجية للاستفادة من الأسعار المرتفعة. وقال خبراء نفطيون "ان التراجع الأخير في أسعار النفط ربما يدفع أوبك الى التفكير بالعودة الى استخدام القيود الانتاجية التي تعمل بها بشكل أكثر التزاماً من جانب الدول الأعضاء". وأكد مصدر في "أوبك" ل"الحياة" ان "من المبكر الحديث عن اجتماع طارئ للمنظمة للبحث في التراجع الذي شهدته أسعار النفط". وتوقع خبراء في صناعة النفط الخليجية ان تواجه أسعار النفط ضغوطاً أكبر في الربع الثاني من السنة بسبب عوامل موسمية تؤدي الى انخفاض الطلب. غير أن الخبراء يؤكدون ان الأسعار ستكون فوق الحد الأدنى الذي حددته "أوبك" لنفوطها 22-28 دولاراً للبرميل، ولفتوا إلى أن الأسواق ستشهد في هذه الفترة عمليات شراء لإعادة بناء المخزونات الاستراتيجية والطلب المرتفع على وقود السفن والطائرات خصوصاً مع طول أمد الحرب في العراق.