أحكمت القوات الاميركية والبريطانية أمس قبضتها على حقول النفط في جنوبالعراق وبدأت تبحث في كيفية استئناف الصادرات من الحقول التي تضم اكثر من نصف الثروة النفطية للعراق. ولا يزال المركز النفطي الشمالي في كركوك خارج قبضة هذه القوات، ما يعوق واشنطن عن تحقيق هدفها المعلن بتأمين احتياطات النفط العراقية لصالح الشعب العراقي. قال مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون ان القوات الاميركية لم تسيطر بعد على حقول النفط في شمال العراق. واضاف اللواء ستانلي ماكريستال نائب مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الاميركية: "في ما يتعلق بحقول النفط في شمال العراق فإنها لم تسقط بعد في أيدي قوات الائتلاف". وقال مسؤولون في البنتاغون انه لا يوجد ايضاً أي دليل على اعمال تخريب في حقول النفط الشمالية. وينظر كثيرون الى السيطرة على حقول النفط العراقية بارتياب شديد، إذ يرون ان الحرب محاولة من الولاياتالمتحدة لضمان امدادات رخيصة ومستقرة من سابع اكبر مصدر للنفط في العالم. ومدى سرعة استئناف تدفق النفط من الآبار يتوقف على حال البنية الأساسية للتجهيزات وهذه لم يقومها بعد فريق من شركة "بوتس اند كوتس انترناشونال ول كونترول" الاميركية التي تعاقدت معها الولاياتالمتحدة. لكن الجيش الاميركي قال إن التجهيزات والمنشآت التي تتعامل في 85 في المئة من عمليات حقول النفط الجنوبية اصبحت آمنة. وقبل بدء الحرب كان العراق يصدر نحو 1.8 مليون برميل يومياً تحت اشراف الاممالمتحدة. وكان نحو 60 في المئة من هذه الصادرات يتدفق من حقول النفط الجنوبية. ويبدو ان الاضرار التي لحقت بحقول النفط طفيفة ايضاً. وتتحرك فرق من مكافحي الحرائق لإخماد النيران المشتعلة في عدد محدود من آبار النفط في حقل الرميلة. وقال قائد فريق المقاولين الاميركي الذي احضرته واشنطن لمواجهة حرائق الآبار: "خلال ما بين 30 و45 يوماً سنكون قد انتهينا من مهمتنا". وتشير احدث تقديرات الى ان عدد الآبار التي خربتها بغداد يقل عن عشر آبار وهو ما يمثل نسبة طفيفة للغاية من آبار حقل الرميلة البالغ عددها 500 بئر. وكانت القوات العراقية اشعلت النيران في نحو 700 بئر نفطية في الكويت اثناء حرب الخليج عام 1991. "أوبك" اعلن نائب الرئيس الفنزويلي خوسيه فنسينتي رانخيل ان الحكومة الفنزويلية تخشى ان يشكل انتصار الولاياتالمتحدة وحلفائها في حرب العراق تهديداً لمنظمة الدول المصدرة للنفط اوبك. وقال خلال مؤتمر صحافي عقده في سانتياغو شيلي أول من أمس، رداً على سؤال حول النتائج التي ستترتب على سقوط نظام بغداد وتحقيق انتصار عسكري أميركي: "بالتأكيد ان هذه الحرب قد تكون حصان طروادة، أو أكثر، دبابة طروادة" في عالم النفط. واضاف انه في حال انتصر التحالف في العراق فهو سيسعى الى استثمار الموارد النفطية في هذا البلد الذي هو كما فنزويلا عضو في منظمة "أوبك". وزاد: "اننا ندين بوضوح الحرب والهجوم" على العراق، مندداً ب"انهيار النظام الدولي وبالضربة التي تلقاها القانون الدولي والاممالمتحدة".