اعلن رئيس الهلال الاحمر الاردني محمد الحديد أمس أنه لم يصل اي لاجئ عراقي الى الاردن حتى الآن، على عكس ما كان متوقعا من تدفق اللاجئين العراقيين. في ما سجلت بلدة الرويشد الأردنية تدفقا في الاتجاه المعاكس لعراقيين حزموا امتعتهم وقرروا العودة الى بلادهم. ووافق الاردن على اقامة مخيمين احدهما للاجئين العراقيين والآخر للوافدين من جنسيات اخرى في بلدة الرويشد على حدوده الشرقية. وقال الحديد ان 332 وافدا غير عراقي وصلوا حتى صباح أمس الى مخيم الرويشد، في طريق عودتهم الى بلادهم من ضمنهم 241 سودانيا اضافة الى صوماليين واريتريين وجنوب افريقيين ومصريين وجيبوتي واحد. ويتوقع ان يغادر اكثر من نصف السودانيين اليوم المخيم الواقع على بعد 60 كلم من الحدود العراقية عائدين الى بلدهم كما اوضح الحديد. وذكر سائق سيارة أجرة أردني يدعى أبو رامي نقل مجموعة عراقيين إلى بغداد غداة اندلاع الحرب أنه قرر العودة إلى عائلته ولن ينقل أحدا إلى العراق مهما كان الثمن مغريا بعد "رحلة الرعب" الأخيرة بين بغدادوعمان. وقال: "قدت سيارتي ثماني ساعات من دون ان المح شخصا واحدا على الطريق او سيارة تعبر". وأكد ان "لا احد يهرب من العراق، لم ار احدا يحزم امتعته او حتى يخرج من منزله"، ويقول انه اضطر الى العودة الى عمان من دون ان ينقل اي زبون. ومع ذلك يواصل عناصر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين اعداد مخيم يتسع لاستقبال عشرة آلاف لاجئ على بعد ثلاثة كيلومترات من مخيم الهلال الاحمر الذي يتسع لخمسة آلاف شخص. وفي المقابل يوجد حوالى 20 شخصا يحملون الجنسية العراقية وجنسية اخرى عربية عالقين على الحدود الاردنية، كما ذكر صباح أمس بيتر كيسلر الناطق باسم المفوضية العليا. ويقول ستار محمد الذي حاول مع مجموعة من العراقيين إقناع سائق سيارة أجرة آردني بنقلهم إلى العراق ان "الموت هنا او هناك واحد غير ان الموت الجماعي اشرف من الموت بعيدا عن ارضنا". وستار الذي ترك وراءه في البصرة زوجة وثلاثة اطفال قبل عام ونصف عام ويعمل لحاما في عمان يستغرب السؤال عن سبب عودته ويقول صارخا "من يدافع عن عوائلنا وشرفنا وعرضنا في العراق؟ هل ابقى هنا في عمان اشاهد التلفزيون بينما الاميركي يقتل عائلتي ويتعرض لزوجتي وشقيقتي"؟ ويقول رائد انه يطمئن يوميا عبر الهاتف على عائلته وينقل عنها ان "الاوضاع في العراق عادية جدا والناس تخرج الى الشوارع وتتنقل من دون خوف، كل ما تنشره وسائل الاعلام عن الخوف والهلع وهزيمة الجيش العراقي اكاذيب". ويرفض عامل عراقي آخر يدعى رائد حتى مجرد الحديث عن احتمال لجوء عدد كبير من العراقيين الى الاردن، ويقول بنبرة حادة "لا يوجد عراقي واحد سيترك ارضه، اؤكد لك ذلك، نحن تعودنا على القتال ونريد الآن ان نموت في ارضنا". وسيكون من الصعب على رائد ورفاقه ان يجدوا ضالتهم فسائقو سيارات الاجرة بات بعضهم يطلب حوالى ثلاثة الاف دولار اجرة السيارة الى بغداد والبعض الاخر يرفض ان يعرض حياته للخطر مقابل اي مبلغ كان. وتقوم بعض الباصات يوميا بنقل عراقيين يريدون العودة لكنها تقلهم حتى معبر طرابيل العراقي الحدودي مع الاردن وتعود ادراجها الى عمان. وتعتزم الصين التبرع بخيام وامدادات انسانية اخرى للأردن تحسبا لتدفق لاجئين من العراق. ونقلت صحيفة "الشعب" الصينية أمس عن مسؤولين في وزارة الخارجية ان كميات من الإمدادات الإنسانية ستنقل جوا الى عمان غير ان النبأ لم يورد تفاصيل اخرى. من جهتها أوصت المفوضية السامية للأمم المتحدة حكومات العالم تأجيل أي قرارات تتعلق بمستقبل طالبي اللجوء العراقيين لمدة ثلاثة أشهر. وقالت المسؤولة الاعلامية الاقليمية للمفوضية هانزاده فكري في القاهرة أن التوصية "جاءت في ضوء تصاعد العمليات العسكرية في العراق". وذكرت أن المفوضية أعادت نداءها الى كل دول الجوار للعراق بحماية موقتة ومساعدة أي عدد من النازحين من العراق، وطلبت منهم السماح لجميع فرقها الوجود في مناطق الدخول على الحدود لمرافقة أي خروج من العراق ومراقبة احترام حقوقهم. وأعلن الناطق باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في عمان أمس أن سورية وافقت على إقامة تسهيلات للعابرين في مركزي الربيعة والتنف الحدوديين على جانبي الحدود السورية - العراقية. وقال المتحدث بيتر كاسلر في المؤتمر الصحافي اليومي لممثلي وكالات الاممالمتحدة في عمان "هذه المراكز يفترض ان تفتح في وقت لاحق هذا الاسبوع وستضم فريقا طبيا وامدادات غذائية وماء للوافدين او اللاجئين" من العراق. واضاف ان هذه الاتفاقية تم التوصل اليها مساء السبت بين المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ومحافظ منطقة الحسكة الحدودية.