تحشد وسائل الاعلام والهيئات الانسانية الدولية في العاصمة الاردنية طاقاتها استعدادا لاندلاع الحرب، غير ان أنظارها جميعاً موجهة الى بلدة الرويشد الصغيرة على الحدود الأردنية - العراقية، على بعد حوالى 390 كيلومتراً من العاصمة. وكانت الحكومة الاردنية أعلنت موافقتها على اقامة مخيمين، أحدهما للاجئين العراقيين والثاني للعابرين من رعايا دول اخرى، في محيط بلدة الرويشد الحدودية الشرقية، ما أثار حماسة وسائل الاعلام التي راح بعضها يستأجر الشقق في هذه البلدة الفقيرة التي نادراً ما يزورها السياح. وتحولت مكاتب وكالات الاممالمتحدة والهيئات الحكومية والمدنية المعنية في عمان الى خلية نحل تحسبا لتدفق اعداد من اللاجئين تتباين التوقعات حول حجمها. وقال مسؤول أردني اعلامي ان ست محطات تلفزيونية استأجرت حتى الآن مكاتب في البلدة، ومنها محطتا "سي ان ان" و"ان بي سي" الاميركيتان، مشيراً الى وجود 37 طلباً تقدمت بها مؤسسات اعلامية للحصول على أذون للعمل في المنطقة. واكد ان المنطقة لن تكون عسكرية مغلقة وان وصول الاعلاميين اليها ممكن، غير ان الوزارة تعمل لتنظيم عمل المراسلين الصحافيين عبر مركز اعلامي تم استحداثه للمهمة كما تبحث في امكان تنظيم رحلات يومية للمراسلين من عمان في حال اندلاع الحرب. وكانت المفوضية قدمت للحكومة الاردنية مساعدة أولية بقيمة 500 الف دولار يقول المسؤول انها "ليست موازنة ثابتة وقابلة للتطور باعتبار ان الحاجات اكبر بكثير". غير ان هذه الارقام تتناقض مع الحجم الضخم المرتقب لتدفق اللاجئين في حال اندلاع نزاع والذي يقدر بحوالى 50 الف لاجئ عراقي و60 الف عابر من رعايا دول اخرى، غالبيتهم من المصريين، حسبما افادت كريستين ماكناب منسقة نشاطات وكالات الاممالمتحدة في عمان. وقالت ماكناب: "وضعنا الخطط اللازمة لإقامة المخيمين وكل المعدات متوافرة في المخازن غير اننا لا نستطيع ان ننصب الخيام قبل تدفق اللاجئين". وستعمل المنظمة الدولية للهجرة التي افتتحت مكتبها في عمان عام 1990 ابان حرب الخليج، لتأمين نقل 205 الاف عابر من غير العراقيين الى كل الدول المجاورة للعراق، بينهم 70 الفاً سيتوافدون الى الاردن. وقالت جورجيت حوش ممثلة المنظمة في عمان ان المنظمة التي تتعاون مع الهلال الاحمر الأردني في تأمين مستلزمات المخيم الخاص بالعابرين، أبرمت اتفاقات مع شركات نقل برية وبحرية وجوية. وتوقعت ان تبلغ كلفة هذه العملية على المستوى الاقليمي 26 مليون دولار، منها حوالى تسعة ملايين لنقل الوافدين الى الاردن واعادتهم الى بلدانهم. واعلن الهلال الاحمر الأردني جهوزيته لمواجهة المستجدات الطارئة عبر حشد خمسين ناشطاً متخصصاً و600 متطوع والاستعداد لتأمين حاجات عشرة آلاف لاجئ.