أكد مسؤول أردني بارز ل"الحياة" أمس أن عمّان "ستطلب في غضون الأيام القليلة المقبلة من رعاياها في العراق المغادرة على وجه السرعة، وستؤمن حافلات نقل كبيرة لاجلاء نحو 3 آلاف طالب أردني يدرسون في الجامعات العراقية"، موضحاً أن "هذا الاجراء الاحترازي يأتي في سياق تزايد المؤشرات إلى اقتراب موعد الهجوم العسكري" الأميركي - البريطاني ضد بغداد. ولم يعط المسؤول ايضاحات عن عدد الأردنيين المقيمين في العراق، ولا عن ترتيبات نقلهم إلى المملكة، لكنه أكد أن "الطريق البرية بين بغداد ومنطقة الرويشد الحدودية الأردنية التي يزيد طولها عن 900 كيلومتر ستكون ممراً آمناً لاخلاء رعايا الأردن والدول الأخرى إلى مخيم اعد خصيصاً لذلك في الرويشد". وكشف ديبلوماسيون في هذا الصدد أن مسؤولين في المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة حذروا الولاياتالمتحدة من "مخاطر ترك الطريق البرية بين الأردنوالعراق من دون حراسة واجراءات عسكرية عند اندلاع الحرب، لأن ذلك سيؤثر مباشرة في سلامة آلاف الأشخاص الذين سيغادرون العراق". وكان رئيس الوزراء الأردني علي أبو الراغب أعلن في 27 من الشهر الماضي ان "الحكومة استكملت استعداداتها لاخلاء مواطنيها الذين يعيشون في العراق". اخلاء الرويشد من الصحافيين إلى ذلك، أفادت الصحف الأردنية أمس أن "الحكومة طلبت من مراسلي الصحف ومحطات التلفزة مغادرة بلدة الرويشد فوراً، مع اقتراب موعد إعلانها منطقة عسكرية مغلقة"، فيما أكد مراسلون صحافيون ان "البلدة خالية تماماً الآن من أي وسيلة إعلامية". وذكرت صحيفة "العرب اليوم" المستقلة أن "الحكومة بدأت بقطع الاتصالات عن منازل سكان الرويشد، وشكلت هيئة لإدارة الأزمات في المنطقة، في حين انتهت وزارة المياه من حفر خمسة آبار وبناء محطة تحلية لتزويد اللاجئين العراقيين بمياه الشرب". وروى سكان في الرويشد ل"الحياة" أنهم "شاهدوا عشرات الشاحنات التي تنقل مواد غذائية في طريقها إلى مستودعات خاصة في البلدة من أجل تخزينها لتقديمها للاجئين". وقال المسؤول البارز إن الحكومة "تهيأت فعلاً لحال طوارئ في الرويشد، لذلك رفعت كفاءة أجهزتها الرسمية وتأهبها إلى أقصى الحدود الممكنة"، مؤكداً أن "العمل بدأ في تجهيز البنية التحتية لمخيمين قرب الحدود العراقية بالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين" التابعة للأمم المتحدة. وأضاف ان "الحكومة تدرس طلبات تقدمت بها جمعيات خيرية أردنية وهيئات تطوعية لبناء مخيمات صغيرة على نفقتها الخاصة في المنطقة". ووقع الأردن والمفوضية الأسبوع الماضي اتفاقاً للتعامل مع عشرات الألوف من النازحين العراقيين، منحت بموجبه المفوضية عمّان 500 ألف دولار وخيماً وأغطية تكفي لايواء 10 آلاف لاجئ، ووعدتها بدفع مبالغ إضافية مع بدء عمليات اللجوء إلى المملكة.