بزيهم الأسود واقنعة الوجه السوداء وسياراتهم الحديثة المنصوبة عليها الرشاشات الثقيلة، عرف "فدائيو صدام" كتنظيم مسلح يتولى "الحفاظ على الأمن الداخلي"، وتعززت صورة "قساة القلوب" من خلال الصور التي اعتاد "تلفزيون الشباب" الذي يشرف عليه عدي النجل الأكبر للرئيس صدام حسين، بثها وهم ينهشون لحوم الذئاب والأفاعي. تقديرات غير رسمية تقول ان اعداد "الفدائيين" تتراوح بين 40 و50 الفاً. كانت قياداتهم، إلى فترة، ترتبط بعدي الذي اشرف على تأسيس القوة رسمياً في كانون الثاني يناير 1995، قبل ان تتحول المسؤولية الى قصي المشرف على الحرس الجمهوري، ثم الى عدي مجدداً مع تصاعد التهديدات الاميركية. أحد "الفدائيين" فر أواخر العام الماضي الى عمّان يقول ان "أوامر المداهمة والاعتقال التي توجه الى المجموعات لا يمكن ان يقف في وجهها أحد"، لافتاً الى ان "وجود الفدائيين في أي منطقة يعني ان السيطرة الأمنية باتت لهم وتعرف ذلك كل الأجهزة الأمنية والحزبية والعسكرية". ويضيف علي عبدالعظيم عبود الذي كان عمل في "الحراسات الخاصة" المرافقة لمحافظ بغداد الفريق صابر عبدالعزيز الدوري الذي كان مديراً للاستخبارات العسكرية، انه نقل من "أشبال صدام" الى الفدائيين، بعد ان أظهر قدرات قتالية بارزة موضحاً ان معظم المقاتلين كان من السجناء واصحاب السوابق الذين يعفى عنهم مقابل "براعة وتفان في اداء الواجب". ويشير الى ان لمقر "فدائيي صدام" الرئيس في بغداد، مثيلاته في المحافظات والتي تنجز مهمات أمنية بمداهمة مناطق تشهد نشاطاً لمناوئي الحكم وقال: "نفذ الفدائيون هجمات في مدن وقرى في الجنوب وداخل الأهوار". وعن مهمات "الأمن الداخلي" أوضح "الفدائي" السابق ان "غارات مفاجئة كانت قواتنا تنفذها بمجموعات تتجاوز ألفي فدائي في مدن كربلاء والنجف في المناسبات الدينية"، مؤكداً ان "فدائيي صدام هم الذين نفذوا عملية اغتيال المرجع الشيعي البارز محمد صادق الصدر". وكان الصدر اغتيل في النجف التي تعتبر مقر المرجعية الشيعية في العراق، في شباط فبراير 1999. وزاد ان "مسؤولية الفدائيين كانت تتضمن الانتشار في النجف والمحافظة على الأمن فيها بعد العملية" مؤكداً ان "الفدائيين هم الذين سيطروا على الوضع في مدينة الثورة في بغداد التي شهدت مصادمات بعد مقتل الصدر". واوضح ان الفدائيين يتولون بعد بدء العمليات العسكرية الاميركية "الدفاع عن المدن وتنظيم هجمات على القوات الأجنبية واطلاق النار على أي عراقي يستغل الفرصة للخروج على النظام". وأكد علي عبدالعظيم ان "عدم اطاعة الواجب يكلف الفدائي حياته"، موضحاً: "كلنا موقعون على تعهد بأن التهاون في الواجب نتيجته الإعدام، وقادتنا كانوا يقولون لنا ان رواتبكم الضخمة ومكافآت الصديق تمنح لمن يحمل لقب صديق الرئيس صدام حسين تعادل أضعاف ما يتقاضاه قادة في الجيش العراقي ولهذا عليكم ان تؤدوا الأمانة باخلاص". ويتقاضى "الفدائيون" ما بين 45-80 ألف دينار شهرياً ومكافآت تمنح في الأعياد الوطنية والدينية.