قال مسافرون وصلوا من بغداد الى عمان ان الاعلان الرسمي العراقي عن اعتقال قتلة آية الله محمد صادق الصدر، قوبل باستهجان فئات واسعة من العراقيين الذين "اعتادوا الاعترافات المتلفزة". وأكدوا ان الطريقة التي ظهر بها "المتهمون" الأربعة وهم رجال دين تظهر أنهم كانوا جزءاً من "تمثيلية" اعتادتها السلطات العراقية. واعتبروا الاتهام العراقي الضمني لايران بالتورط باغتيال الصدر في النجف وكذلك اتهام رئيس "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" في العراق محمد باقر الحكيم "محاولة يعرف العراقيون الأهداف التي تقف خلفها". ورأوا في التلميح العراقي الى مسؤولية ايران في اغتيال المرجع الشيعي البارز محمد الصدر "هدفاً مزدوجاً" يسعى الى تحقيقه الرئيس صدام حسين، يتمثل في "تأكيد ان كل جرائم الاغتيال التي ذهب ضحيتها رجال دين شيعة منذ العام الماضي هي نتيجة صراعات على المرجعية الشيعية، كما انه يهدف الى تأجيج الفتنة الطائفية بترسيخه موقع الشيعة كأنه ضد العراق والوطن". وأكد مسافرون وصلوا من بغداد ليل الخميس ان اجراءات أمنية مشددة ما زالت تفرضها السلطات العراقية حول الأماكن التي انطلقت منها تظاهرات غاضبة عقب اغتيال الصدر ونجليه. وذكروا ان الجوامع والحسينيات في مدينتي الثورة صدام والشعلة في بغداد ما زالت تحت سيطرة الأمن الخاص ومجموعات من "فدائيي صدام". وقالت مصادر عراقية في عمان ل "الحياة" ان الاستنفار الحزبي والأمني في بغداد والنجف وكربلاء والكوفة بلغ ذروته أمس خشية تجمع مئات الآلاف من اتباع الصدر لاقامة صلاة الجمعة، التي حرص فيها الراحل على توجيه النقد علناً الى سياسات حكومية في جوانب اجتماعية ودينية. وأفادت تلك المصادر ان الدوريات في محيط مسجد الكوفة حيث كان الصدر يقيم صلاة الجمعة، منعت المواطنين من التوجه الى المسجد.