تحسبا لهجوم اميركي يبدو وشيكا قسم الرئيس العراقي صدام حسين العراق الى اربع مناطق عسكرية اوكل مسؤوليتها الى المقربين منه. ووضعت بغداد وتكريت معقل النظام تحت قيادة نجله الاصغر قصي. ويهدف هذا التقسيم الذي قرره مجلس قيادة الثورة اعلى هيئة قيادية في العراق الى تأمين وسائل صد وسحق اي عدوان تقوم به قوات الشر وفق ما جاء في مرسوم لمجلس قيادة الثورة وقعه صدام حسين ونشر مساء أمس. وسيتلقى القادة الاربعة للمناطق اوامرهم مباشرة من الرئيس العراقي صدام حسين الذي يشغل ايضا منصب رئيس مجلس قيادة الثورة (اعلى سلطة في العراق) امين سر القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم والقائد الاعلى للقوات المسلحة. وتم منح قيادات المناطق صلاحيات واسعة غير ان استخدام القوات الجوية والصواريخ ارض ارض ووسائط الدفاع الجوي تظل من اختصاص صدام حسين بحسب المرسوم. وعلاوة على بغداد التي وضعت تحت امرة قصي صدام حسين الذي يقود قوات الحرس الخاص ، تضم المنطقة الوسطى ايضا محافظات صلاح الدين والانبار وديالا وبابل وواسط. وتكريت مركز محافظة صلاح الدين هي مسقط رأس الرئيس العراقي صدام حسين. وتأكيدا للاهمية التي يوليها النظام للدفاع عن بغداد وتكريت عين وزير الدفاع الفريق اول الركن سلطان هاشم احمد نائبا لقصي صدام حسين قائد هذه المنطقة. وستكون المنطقة الشمالية بقيادة نائب رئيس مجلس قيادة الثورة عزة ابراهيم وتضم هذه المنطقة محافظات نينوى وكركوك واربيل ودهوك والسليمانية. وتوجد المحافظات الثلاث الاخيرة في منطقة كردستان الخارجة عن سيطرة الحكومة المركزية في بغداد منذ سنة 1991. وسيتولى قيادة المنطقة الجنوبية علي حسن المجيد، ابن عم الرئيس صدام حسين والعضو البارز في مجلس قيادة الثورة والذي كان قد قمع التمرد الشيعي في المنطقة بعد حرب الخليج الثانية 1991. وتضم هذه المنطقة محافظات البصرة وذي قار وميسان. وسيقود منطقة الفرات الاوسط، جنوببغداد، مزبان خضر هادي عضو مجلس قيادة الثورة. وتضم هذه المنطقة محافظتي كربلاء والنجف حيث العتبات المقدسة الشيعية ومحافظتي القادسية والمثنى. وفي اطار هذا التقسيم وضع الجيش العراقي الثاني اضافة الى كافة الموارد البشرية والمادية التي سيقررها صدام حسين تحت امرة قائد المنطقة الوسطى وفي الشمال يمكن لعزة ابراهيم التعويل على الجيشين الاول والخامس في حين وضع الجيشان الثالث والرابع والقوات البحرية بامرة علي حسن المجيد قائد المنطقة الجنوبية. وعهد بقيادة حرس الحدود الى قائد منطقة الفرات الاوسط. وابقي السلم القيادي الحالي على حاله في المناطق بالنسبة الى اجهزة الامن وقوات فدائيي صدام شبه العسكرية التي يقودها عدي النجل الاكبر للرئيس العراقي. واوضح المرسوم انه في حال انقطاع الاتصالات والمواصلات فان اجهزة الامن وفدائيي صدام سيتلقون اوامرهم من قائد المنطقة او احد مساعديه. واتخذت القيادة العراقية هذه الاجراءات قبل ساعات من قمة الآزور التي جمعت الرئيس الاميركي ورئيس الحكومة الاسبانية ورئيس الحكومة البريطانية.