حمّلت جماعة "الإخوان المسلمين" الانظمة العربية المسؤولية عن الحرب الاميركية على العراق، وحذرت من أن الادارة الاميركية "ستسعى الى تغيير تلك الانظمة بعدما تنتهي من السيطرة على بغداد". وأصدرت الجماعة بياناً أمس لفتت فيه الى أن الحرب "وقعت بعد اجتماع الرئيس الاميركي مع حلفائه في جزر اثوريس الذي على أثره أقدمت المملكة المتحدة على سحب مشروع قرار الحلفاء من مجلس الأمن، ثم وجه الرئيس الاميركي انذاراً للقيادة السياسية للعراق بالرحيل منه خلال 48 ساعة، ثم اتبعه بتصريح ان الرحيل لن يمنع من العدوان على العراق، بذريعة نزع اسلحة الدمار الشامل المزعومة". واعتبر الاخوان هذا التصرف "غير مسبوق في انتهاك سيادة الدول وفي انتهاك الشرعية الدولية". جاء في البيان "هذا العدوان الظالم والخارج على كل الأعراف والشرائع والأديان، بدأ على رغم التقارير المؤيدة لموقف العراق وتعاونه مع المفتشين الدوليين حتى مغادرتهم العراق بعد الانذار الاميركي، وعلى رغم الموقف الصلب لمعظم اعضاء مجلس الامن الدائمين والموقتين المعارض للعدوان بدليل فشل الادارة الاميركية وضغوطها في الحصول على الحد الادنى للأصوات لتمرير قرار العدوان في صيغته المعدلة. وكذلك الموقف الصلب لمعظم دول العالم ورفضها العدوان، وعلى رأس هذه الدول فرنسا والمانيا وروسيا وبلجيكا والصين". ولفت الى أن اميركا بدأت الحرب على رغم رفض شعوب العالم للانذار والعدوان وعلى رأسها شعوب الولاياتالمتحدة الاميركية وبريطانيا واسبانيا واستراليا وايطاليا، ورفض الامين العام للامم المتحدة ان تتم معالجة المسألة العراقية خارج اطار القانون الدولي والمنظمة الدولية، وأشار البيان الى أن "العدوان الظالم والسافر الذي لا يمت بصلة لعرف او شريعة او قانون او دين او عقل، يتم على شعب حوصر لأكثر من 12 عاماً، ويُعتدى عليه طوال هذه الفترة بصورة مستمرة ومنظمة من الادارة الاميركية والحكومة البريطانية، بينما العدو الصهيوني مدجج بكل اسلحة الدمار الشامل النووية والبيولوجية والكيماوية والجرثومية، ويعتدي يومياً على شعبنا في فلسطين بهدف الابادة الشاملة والتدمير الكامل لكل مظاهر الحياة من دون ان تحرك الادارة الاميركية ساكناً. واعتبرت الجماعة ان العدوان يخالف كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية، وناشدت كل الشعوب والحكومات المحبة للسلام والرافضة "للبغي والعدوان أن تكرر رفضها لهذه المظالم وتقدم كل عونها وكل تأييدها لكل الدول والشعوب المستضعفة والمظلومة وفي مقدمها الآن شعب فلسطين المجاهد الصامد، وشعب العراق الباسل، وأن تتكاتف كلها في رد العدوان ووقف البغي والافتئات على هذه الشعوب المعتدى عليها بغير حق وبكل ظلم عسى الله أن يجعل لها من هذا العدوان الواقع عليها فرجاً". واختتم البيان: "على الشعوب والحكومات العربية والاسلامية مسؤولية كبيرة في هذا الوقت العصيب ويجب أن تكون في مقدم من يدافع عن هذا القسم المهم منها، وان تأخذ في حسبانها ان الدور ليس ببعيد عنها.