خطف رجال مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي أف بي آي يمنياً من مستشفى شمال مقديشو، في عملية نفذوها بالتعاون مع إحدى الميليشيات الصومالية. وأفادت تقارير أن اليمني الذي يحمل جواز سفر من جنوب أفريقيا ويعرف باسم "عيسى"، مطلوب في الهجمات التي استهدفت إسرائيليين في مومباسا كينيا في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، وكان يعالج في مستشفى كيساني لإصابته بطلقة نارية في رأسه. ونفت الحكومة الانتقالية في الصومال أي علاقة لها بالعملية، فيما أفاد أحد زعماء الحرب في مقديشو أن منفذيها "عملاء أميركيون سبق أن زاروا مقديشو مرات عدة". وأكدت مصادر صومالية في اتصال هاتفي أجرته "الحياة" امس بمقديشو، أن المسلحين المحليين الذين ساعدوا "أف بي آي"، تابعون لزعيم الحرب المحلي محمد عمر حبيب المعروف ب"ديري"، وهو من الموالين لاثيوبيا، وتتمركز ميليشياته في مدينة جوهر على مسافة 90 كلم شمال مقديشو وينتمي الى فرع ابغال من قبيلة هوية. وسبق ان رافق عسكريين اميركيين الى مناطق عدة داخل الصومال بعد اشهر من تفجيرات 11 ايلول سبتمر وحتى العملية الاخيرة في مستشفى كيساني. راجع ص 11 وكان الأميركيون الذين لم يتجاوز عددهم الستة ويرتدون ثياباً مدنية حطّوا بطائرة خاصة في مطار إيساليه شمال المدينة أول من أمس. وأفادت مصادر في المستشفى أنهم كانوا يحملون صورة للمطلوب اليمني وبصمات قورنت ببصماته، قبل اقتياده في الطائرة إلى نيروبي. ولاحقاً، أعلن وزير الأمن الوطني الكيني كريس مورونغارو أن قوات الأمن الكينية اعتقلت بالتعاون مع "زعماء صوماليين محبين للسلام" رجلاً يشتبه بأنه عنصر في تنظيم "القاعدة"، لاستجوابه حول عدد من الاعتداءات الإرهابية في شرق أفريقيا، وذلك في الإشارة إلى الهجومين على فندق "بارادايز" وطائرة تابعة ل"العال" في مومباسا. وأضاف الوزير الكيني في بيان أن توقيف الرجل جاء "نتيجة جهد مشترك بين أجهزتنا الأمنية وقادة صوماليين لا يريدون أن ينشط إرهابيون في بلادهم". وفي الوقت نفسه، سجل انتشار لعناصر "أف بي آي" في العاصمة الكينية، تحسباً لردود فعل محتملة على إعلان توقيف المطلوب. على صعيد آخر، أعلنت الشرطة البريطانية أنها اعتقلت ثلاثة "أوروبيين" يشتبه في أنهم كانوا يخططون لهجوم إرهابي، وذلك بعد ضبط قنبلتين محليتي الصنع في شقتهم قرب مطار غاتويك اللندني. ولم تؤكد الشرطة انتماء الثلاثة إلى تنظيم إرهابي معين، أو امتلاكها معلومات محددة عن أهداف كانوا ينوون مهاجمتها. من جهة أخرى، صعد المسلحون المناهضون للولايات المتحدة هجماتهم في شرق أفغانستان خلال الساعات ال24 الماضية، وسجل إطلاق صواريخ على قاعدة أميركية قرب الحدود مع باكستان واشتباك مع القوات الإيطالية في المنطقة، إضافة إلى مقتل أربعة من عناصر القوات الأفغانية المتحالفة مع الأميركيين. وفي الوقت نفسه، أعرب مسؤولون باكستانيون عن خشيتهم من قيام تنظيم "القاعدة" بنقل أساليبه الإرهابية إلى التنظيمات الإسلامية المحلية التي ترتبط عقائدياً بالتنظيم. وقال مسؤولون في الاستخبارات الباكستانية أن "القاعدة تساعد تنظيمات محلية في القيام بنشاطات إرهابية". وأشاروا إلى أن "على رغم اعتقال كوادر عدة في تنظيمات إرهابية محلية وأجنبية، لم ينتهِ خطر الإرهاب في البلاد".