يتواصل تقاطر الصحافيين من جميع أنحاء العالم إلى منطقة الخليج العربي لتغطية أخبار الحرب الأميركية على العراق مترافقاً مع أحدث تقنيات الاتصال الثابتة والمتحركة التي يرتكز معظمها الى أنظمة الاتصال بواسطة الأقمار الاصطناعية. ويرى المراقبون ان الحرب المحتلمة على العراق، ربما كانت الاكثف في التغطية الاعلامية في التاريخ الحديث. ولعلها المرة الاولى التي تعطي فيها القيادة العسكرية هذا القدر من الاهتمام للاعلام. سفن للعسكر والاتصالات وعلى صعيد الاتصالات الثابتة، اعتمد رجال الإعلام على ما توفره لهم مراكز رجال الأعمال وردهات الفنادق من وسائل اتصال طوال الأشهر الثلاثة الماضية، وهم ينوون مواصلة الافادة من هذه الوسائل في المستقبل المنظو. أما عندما يتواجد الصحافيون والمراسلون في الميادين أو على متن سفن البحرية الأميركية، فإن الفرق التقنية ستعتمد على شبكات متقدمة من الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية. الفنادق استوديوات وتحولت فنادق في الخليج العربي، كما هي الحال في البحرين مثلاً، الى محطات بث ترسل إشاراتها إلى اتلانتا ولندن واستراليا وكندا وغيرها من المواقع في جميع أنحاء العالم. ففي فندق "دبلومات المنامة" نصبت كل من شبكات CNN و CBS وABC العالمية استوديوات من نوع خاص اسمها GSN يتولى ادارة كل منها فريق هندسي متخصص. وك"قوات احتياطية"، ترابط في المنامة فرق هندسية من محطتي CNN و CBSلتوسيع مجال التدريب العملي للمنتجين والمراسلين الذين سيتوجب عليهم استخدام أجهزة الاتصال مع الأقمار الاصطناعية في الميدان. وعلق مصدر مسؤول في قناة الABC قائلاً: "إن أنظمة "يوتيل سات" 603 Utel Sat 603 للربط بالقمر الاصطناعي تغذي مباشرة محطتنا الرئيسية في نيويورك". وعلى صعيد الاتصالات المتحركة، هناك مجموعة من أنظمة الاتصالات الفضائية الصوتية والبيانية العادية وذات النطاق الموجي الواسع، أي تلك التي ترسل البيانات بسرعة عالية. وفي هذه الصورة، تتحول حقيبة المراسل الى كاميرا بث مباشر، مع شاشة تبين الصور التي يجرى بثها، متصلة بالشبكات اللاسلكية العالمية. وينطبق الوصف نفسه على التغطية الاخبارية للحشد البحري الحالي في الخليج والمياه الدولية القريبة منه. وعلق متحدث في شركة "انمارسات" بالقول "إن التغطية العالمية والإقليمية لأخبار المنطقة تواصل استخدامها المكثف لتقنيات الاتصالات المتحركة من النوعية التي توفرها "انمارسات" ومثيلاتها. والتي تسمح بتقديم الأخبار من قلب مواقع الأحداث. كما تعتمد وسائل الإعلام والمؤسسات غير الحكومية وهيئات الإغاثة في المنطقة اعتماداً كبيراً على الشبكات المحلية اللاسلكية من نوع Regional BGAN . والمعلوم ان وسائل الإعلام وهيئات الإغاثة والمؤسسات الحكومية استخدمت شبكة "غان" Global Area NetworK، واختصارها GAN، بكثرة في حرب "عاصفة الصحراء". وفي المقابل، يخشى بعض المراسلين من تعطل اجهزة الاتصالات وانظمتها في حال اندلاع الحرب. ويحرص كثير منهم على التأكد من توافر الاساليب التقليدية، الى جانب النظم المتطورة. وتتحدث الشركات صراحة عن ان الحرب المحتملة على العراق، في حال اندلاعها، ستكون حدثاً تظهر فيه مجموعة من التكنولوجيات التي تجعل منها حدثاً بصرياً وتكنولوجياً.