أجرى رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري جلسة محادثات مع الرئيس جاك شيراك في قصر الاليزيه تناولت الوضع الداخلي في لبنان حيث حمل الحريري الشيخ الطفيلي مسؤولية الأحداث في البقاع، كما تناولت مسيرة السلام التي وافق الطرفان على القول بأنها مجمدة في غياب الأفكار الجديدة الكفيلة بتحريكها، فيما أعلن عن زيارة يقوم بها شيراك الى لبنان في أيار مايو المقبل لتدشين مبنى السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر. وقال الحريري الذي يقوم بزيارة خاصة لباريس ان محادثاته وشيراك تناولت "كالمعتاد العلاقات الثنائية بين لبنانوفرنسا، وكما تعرفون فان وجهات نظرنا متطابقة حول قضية الشرق الأوسط والعقبات التي تواجه العملية السلمية". وأشار الى ان فرنسا تعتبر انه "لا بد من دفع عملية السلام الى الأمام، والتعنت الاسرائيلي قائم ومستمر. فالمساعي مستمرة لإعادة احياء العملية لكنها تصطدم بالموقف السلبي للحكومة الاسرائيلية". وعن أحداث البقاع، عبر الحريري عن تعاطفه ودعمه للجيش اللبناني الذي سقط عدد من الشهداء في صفوفه خلال هذه الأحداث، "التي يتحمل مسؤوليتها الشيخ الطفيلي الذي أقدم على خطوات لا يمكن للدولة التساهل حيالها، وبطريقة خارجة عن القانون، مما جعل البعض يلوم الحكومة لسكوتها على ذلك وتأخرها في التصرف حياله". وتابع ان الموقف الحكومي وموقف قوى الأمن استهدفا محاولة استيعاب الحال التي تسبب بها الطفيلي بأفضل الطرق وبالأساليب السلمية، على مدى أسابيع وأشهر ولكن الواضح ان لدى الشيخ الطفيلي تصميماً على التمرد على الدولة اللبنانية وعلى القانون، وبالتالي فإنه المسؤول عما حصل من مواجهات عسكرية". وذكر ان محادثاته مع الرئيس الفرنسي تطرقت الى الأزمة القائمة مع العراق، وان شيراك وضعه في صورة الاتصالات والمساعي التي تقوم بها فرنسا لإيجاد مخرج سلمي للأزمة. وحضر جلسة المحادثات التي اجراها شيراك والحريري مساء أول من أمس السفير اللبناني في باريس ناجي أبي عاصي ومستشار رئيس الحكومة بازيل يارد، كما حضرها عن الجانب الفرنسي مستشار الرئيس الفرنسي برنار ايمييه والسفير الفرنسي في لبنان دانيال جوانو والناطقة باسم الرئاسة الفرنسية كاترين كولونا. وتبع المحادثات عشاء منفرداً بين شيراك والحريري، علمت "الحياة" انه تناول عدداً من الملفات الثنائية منها قضية شركة "الخطوط الجوية اللبنانية" "ميدل ايست" في ضوء التقرير الذي أعده المدير السابق للخطوط الجوية الفرنسية كريستيان بلان بعد المهمة التي قام بها في بيروت، وكذلك ملف الاتصالات الهاتفية. وذكرت كولونا من جانبها ان شيراك رغب في الاطلاع من الحريري على الأحداث الداخلية التي يشهدها لبنان، حيث سيتوجه في نهاية أيار المقبل لافتتاح مبنى "قصر الصنوبر" الذي أعيد ترميمه أخيراً. وأضافت ان شيراك والحريري اتفقا على وصف الجمود القائم على صعيد عملية السلام بأنه مقلق جداً، في غياب أي تقدم سواء على المسار اللبناني أو المسار السوري، لكنهما أكدا ضرورة احراز تقدم عبر المثابرة وعدم فقدان الأمل.