من بين الأهداف الرئيسية الأولى في الحرب على العراق الاستيلاء على البصرة، المدينة الكبرى في جنوبه، وتأمين مينائها وحقول النفط القريبة منها. ويقول المسؤولون انهم يخططون لاحتلال سريع و"ودي" للمدينة، ويتوقعون تظاهرات الترحيب للسكان بالقوات الأميركية البريطانية الغازية. ويعتبر المسؤولون العسكريون أن ذلك سيؤدي فوراً الى اعطاء صورة إيجابية لأهداف الحرب، فيما يضعف المقاومة العراقية في المناطق الأخرى من البلاد. وقال الناطق باسم المارينز الميجور كريس هيوز ان "الصور الأولى من هذه الحرب ستحدد منظور الجميع الى الصراع"، وان نجاحاً مبكراً هناك سيخفف على الصعيد المعنوي والدعائي من تداعيات أي تعثر لاحق للعمليات ضد بغداد، حيث تحتشد قوات الحرس الجمهوري للدفاع عنها. ويؤكد المسؤولون الأميركيون والبريطانيون ان الهجوم الأميركي - البريطاني سيتجنب البنى التحتية المدنية، مثل محطات الكهرباء والماء وشبكاتهما، وأنهم يخططون في حال سقوط المدينة لامدادها فوراً بالغذاء والمساعدات الانسانية من مخازن في الكويت وأيضا في المدن الايرانية القريبة عبر شط العرب. وسيرافق القوات الغازية دعما لهذا الغرض "فريق كوارث" اميركي من ستين خبيرا لتنظيم عمليات الاغاثة. ويرى المسؤولون أن البصرة، المدينة التي يزيد سكانها على مليون نسمة غالبيتهم من الشيعة، هدف سهل نسبياً نظراً إلى عدائها المعروف لحكم صدام حسين. إضافة الى ذلك فقد سحبت القيادة العسكرية العراقية قطعاتها القتالية الأفضل شمالا للدفاع عن بغداد، تاركة وحدات ضعيفة التسليح والتدريب لحماية المدينة ومينائها وحقولها النفطية. لكن هناك ما يشير الى ان احتلال البصرة قد لا يكون بهذه السهولة. فقد أصدر صدام حسين الأسبوع الماضي أمراً بتعيين علي حسن المجيد، الملقب ب"علي كيماوي"، الشخصية المعروفة بأنها الأقسى من بين الفئة الحاكمة، مشرفاً على عمليات الدفاع عن جنوبالعراق. ويواجه المجيد تهماً بارتكاب جرائم حرب، واكتسب لقبه بعدما استعمل السلاح الكيماوي ضد المدنيين الأكراد العراقيين في الشمال شتاء 1988 . وقال مسؤول عسكري أميركي: "نحن نعرف كل شيء عن سمعته وسجله". وأضاف ان المخططين لا يعرفون هل يقتصر دور المجيد على اخضاع الشيعة أم انه مكلف تنفيذ استراتيجية عسكرية لعرقلة أو إضعاف الهجوم. واذا كانت مهمته هي هذه الأخيرة يخشى المخططون الأميركيون والبريطانيون ان يحاول صدام حسين ربما من خلال تركه البصرة مكشوفة أمام القوات الغازية مفاجأة تلك القوات بهجوم مضاد بالسلاح الكيماوي أو البيولوجي. وأوضح مسؤولون أن مهمة احتلال البصرة تقع على عاتق مشاة البحرية البريطانية، بمشاركة "وحدة الغزو 15" التابعة للمارينز التي ستكون تحت قيادة البريطانيين. وقدر مصدر عسكري بريطاني حجم قوة مشاة البحرية الملكية التي ستتجه الى المدينة بما يساوي "فرقة معززة"، أي بين 15 الى 20 ألف جندي، إضافة الى وحدة المارينز التي يصل تعدادها الى نحو 2500 جندي.