كشفت وسائل الاعلام أن اختفاء 31 سائحا أوروبيا بشكل غامض في صحراء الجزائر الجنوبية أثار قلقا شديدا على سمعة الجزائر كبلد سياحي. وذكرت صحيفة لكسبرسيون اليومية يرجح أن السياحة التي شهدت تحسنا طفيفا سوف تتضرر بشكل بالغ من جراء هذا الحادث. وعادة ما توجه الصحافة الجزائرية نقدا حادا للمهملين الذين يمضون عطلاتهم دون اتخاذ أي تدابير وقائية أمنية ويتوغلون في الصحراء دون اصطحاب مرشد معهم. وتتضاءل الاحتمالات بشأن أن يكون الارهابيون مسئولين عن الحادث. وخلال الاسبوع الماضي، جرت عملية بحث واسعة النطاق شارك فيها حوالي1200 جندي وضابط شرطة فضلا عن فرقة القوات الخاصة الالمانية المتميزة جي إس جي 9 التي مشطت مثلثا مترامي الاطراف يمتد بين مدن أوراجلا شمالا وجنت وتمنرست جنوبا. ومن بين السياح المفقودين 15 ألمانيا وثمانية نمساويين وأربعة سويسريين وهولندي واحد وسويدي واحد. وذكرت صحيفة الوطن أن نصف السياح تقريبا يقومون برحلات في عربات ذات عجلات دفع رباعي أو حافلات صغيرة دون أن يكون برفقتهم مرشد جزائري. وفي فصل البرودة الذي يمتد من أكتوبر حتى أبريل، تجتذب الاراضي الوعرة والسهول الصخرية الممتدة في العادة ما بين15000 و20000 سائح. ولكن شركات السياحة الفرنسية توقفت هذا العام عن توفير رحلات إلى جنوبي الجزائر في الوقت الراهن وأصدرت الحكومة الالمانية تحذيرا من السفر إلى الصحراء. وأشارت وزارة السفر الجزائرية إلى أن السياح الاجانب تلقوا قبل هذا الحادث تحذيرات بعدم التوغل في الصحراء دون مرشد محلي. ونصحت الوزارة في بيان لها السياح بالبحث عن وكيل سفريات في المنطقة وعدم التوغل في الصحراء بشكل منفرد. وقالت صحيفة لكسبرسيون أنه لا يرجح أن يكون الارهاب وراء حوادث الاختفاء. وأضافت قائلة حتى في أسوأ الاوقات، لم يؤد عنف الارهاب إلى ارتكاب أعمال من هذا النوع. وذكرت مجلة دير شبيجل الاخبارية الالمانية أن المسئولين الالمان يعتقدون أن السياح تعرضوا للاختطاف ولكنهم لا يعرفون إذا ما كانوا محتجزين لتقاضي فدية أو لاسباب سياسية. وحتى الان يعتبر اختفاء المسافرين لغزا يكتنفه الغموض التام. وذكرت لكسبرسيون إن جميع الخبراء يتفقون على أنه ببساطة يستحيل الاختفاء في الصحراء المترامية الاطراف دون ترك أدنى أثر.