أكملت الحكومة السودانية محادثاتها مع المتمردين المسلحين في ولايات دارفور الغربية، واعلنت ان الفرق الحكومية المفاوضة ستعقد غداً لقاء مع آلية بسط الامن وهيبة الدولة في مدينة الفاشر لمناقشة تقاريرها وتحديد الخطوة المقبلة في شأن مواصلة الحوار او اللجوء الى الخيار العسكري، وكشفت ان المفاوضات احرزت نتائج ايجابية. وفي غضون ذلك اعلنت مجموعة متمردة في دارفور انها اطلقت على نفسها اسم "حركة وجيش تحرير السودان" وانها استعادت مدينة قولو. نفى حاكم ولاية جنوب دارفور الناطق باسم آلية بسط الامن الفريق آدم حامد موسى ان يكون المتمردون في غرب السودان استولوا مجدداً على مقر رئاسة محافظة جبل مرة في قولو في رد على بيان اصدرته مجموعة اطلقت على نفسها اسم "حركة وجيش تحرير السودان". وقال موسى ل"الحياة" في اتصال هاتفي امس ان المعلومات التي ذكرتها المجموعة "عارية تماماً من الصحة" مؤكداً سيطرة الجيش على المدينة. لكنه اعترف بأن "قلة من المسلحين هاجمت المنطقة الخمييس"، وان "الجيش رد عليهم بقوة ولاذوا بالفرار من دون وقوع خسائر من الطرفين"، واوضح ان المسلحين في جبل مرة اطلقوا على انفسهم اسم "جبهة تحرير دارفور" وانه لا علم له بحركة جديدة. وذكر ان المجموعات المسلحة أخلت مواقعها في قمة جبل مرة بعد سيطرة الجيش على المواقع الاستراتيجية والطرق المؤدية الى القمة ما ضيّق الخناق عليها. واوضح ان السكان رفضوا وجود المسلحين في المنطقة. واوضح ان الفريق الذي يفاوض المتمردين بقيادة ابو القاسم سيف الدين "يجري اتصالات معهم داخل مخابئهم". وكشف ان المفاوضات احرزت "نتائج ايجابية بعد موافقة المجموعات المسلحة على نبذ العنف والعمل العسكري لمعالجة المشاكل القائمة". وجدد موسى تأكيد تمسك السلطات بالحل السلمي لأن "الخيار العسكري سيؤدي الى اهدار الموارد وتشريد مواطني جبل مرة من اجل قلّة مارقة". وقال ان قبيلتي الفور والزغاوة اللتين ينتمي اليهما المتمردون وضعتا ابناءهما امام خيارات صعبة: إما القبول بالتفاوض او الرفض الذين يعني خروجهم على القبيلتين". وتابع: "ونكون بذلك حاربناهم عملياً وسنخرجهم من جبل مرة كما تخرج الشعرة من العجين". الى ذلك اعلن وزير البيئة والتنمية العمرانية اللواء التجاني آدم الطاهر الذي يقود فريقاً يفاوض منذ عشرة ايام مجموعة مسلحة في منطقة كرنوى انتهاء المرحلة الاولى من المحادثات، وقال انها "احرزت نتائج طيبة" رفض الافصاح عنها باعتبار ان ذلك سيؤثر على العملية التفاوضية واوضح أن الطرفين اتفقا على المحافظة على سرية ما اتُفق عليه الى حين احتواء الازمة، مشيراً الى ان الفريق المفاوض سيسلم تقريره اليوم الى آلية بسط الامن لتحديد موقفها. واتفق الفريق المفاوض مع المجموعة المتمردة في وقت سابق على وقف الاعمال العدائية تجاه السيارات الخاصة والحكومية ووقف الاعتداءات على القوات الحكومية. ووعد المسلحون بالافراج عن الزعيم القبلي آدم حي ومسؤول محلي آخر. وفي القاهرة أ ف ب، اعلن متمردون في منطقة دارفور، مساء الجمعة انهم اطلقوا على انفسهم اسماً جديداً هو "حركة وجيش تحرير السودان". وقال الامين العام للجماعة ماني اركوي ميناوي في بيان تلقته وكالة "فرانس برس" ان "حركة وجيش تحرير السودان" هو الاسم الذي سنطلقه على انفسنا منذ اليوم بدلا من جبهة تحرير دارفور". واضاف: "سنصدر بياننا السياسي للشعب السوداني وكافة اصدقائنا داخل السودان وخارجه". واكد: "اعادة الاستيلاء على مدينة قولو كبرى مدن مقاطعة جبل مرة في ولاية شمال دارفور بعد معركة عنيفة صباح الخميس". وزعم ميناوي ان قوات الخرطوم "خلفت 195 جثة في ارض المعركة. اما بقية الجنود وعددهم 450 جندياً في حامية قولو فقد لاذوا بالفرار". وظهرت حركة التمرد في اواخر شباط فبراير الماضي عندما استولت على قولو الا ان القوات السودانية الحكومية استعادت السيطرة على المدينة مطلع الشهر الجاري. وقال وزير الاعلام السوداني الزهاوي ابراهيم مالك الاثنين ان القبائل في تشاد المجاورة تساعد متمردي دارفور. ودارفور هي واحدة من اكثر مناطق السودان جفافاً وانعزالاً. وشهدت اشتباكات قبلية وغارات من العصابات لسنوات عدة. الا انه لم يعلن عن وجود فصيل سياسي مسلح ينشط في المنطقة سوى في شباط الماضي.