أكدت الحكومة السودانية حصول تقدم في الحوار الذي تجريه مع المتمردين المسلحين في منطقة دارفور غرب البلاد، فيما أكدت جبهة في المنطقة أمس اسقاط مروحية للجيش. وقالت "جبهة تحرير دارفور" أمس إنها اسقطت مروحية كانت تقل مسؤولاً في ولاية دارفور شمال غربي البلاد، لكنها أكدت نجاته من الحادث. وأفادت الجبهة، التي سيطرت قبل فترة على كبرى مدن منطقة جبل مرة، في بيان، أن الحادث حصل الخميس الماضي قرب طورة على مسافة 115 كلم شمال غربي مدينة الفاشر، كبرى مدن ولاية شمال دارفور. وكانت المروحية تقل اثنين من كبار المسؤولين، لكن البيان ذكر أحدهما فقط، وهو حاكم ولاية شمال دارفور الفريق إبراهيم سليمان الذي يشغل منصب رئيس اللجنة الأمنية في الولاية أيضاً. وكانت وسائل الإعلام السودانية أعلنت نهاية شباط فبراير الماضي، ان مجموعة من 300 مسلح سيطرت على مدينة جولو، المقر الإداري لمنطقة جبل مرة في ولاية شمال دافور. وأفادت السلطات ان المجموعة أقامت معسكر تدريب في جبل مرة لشن هجمات على مواقع الجيش والشرطة. من جهة أخرى، ذكر البيان أن وحدة من الجيش السوداني تمردت على أوامر تلقتها بالتوجه إلى منطقة جبل مرة لمحاربة "جبهة تحرير دارفور"، مضيفاً ان 23 شخصاً قتلوا خلال عملية التمرد. ودعا البيان "أفراد القبائل العربية التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من دارفور إلى الالتحاق بالكفاح من أجل المساواة وانهاء حال التهميش". وفي الخرطوم، أعلنت الحكومة السودانية حصول تقدم في الاتصالات والحوار الجاري مع المتمردين المسلحين في منطقة جبل مرة عشية انقضاء فترة الأيام العشرة غداً والتي حددتها لفرق التفاوض. وقال حاكم ولاية شمال دارفور إن قائد المجموعة المتمردة المحامي عبدالواحد محمد نور بعث برسائل عن مطالبه بانهاء التهميش وتنمية المنطقة، ووعد باطلاق ثمانية من القيادات الشعبية أسرتهم مجموعته قبل نحو شهرين. وأبدى استعداده لاجراء حوار مباشر مع السلطات يتوقع أن يكون اكتمل أمس، لافتاً إلى أن نور أعطى اشارات بأنه في طريقه إلى انهاء التمرد بعدما وصلت الرسالة التي أراد أن يوصلها إلى المسؤولين. وذكر سليمان، وهو قائد سابق للجيش، أن المتمردين من قبيلة الزغاوة في منطقة كرنوي ودار فلا وعدوا باطلاق الزعيم القبلي آدم صبى ومرافقيه قريباً بعد مفاوضات قادها وزير البيئة والتخطيط العمراني اللواء التجاني آدم الطاهر. إلى ذلك، أعلن الجيش أنه قضى على عصابة للنهب المسلح تتألف من 17 شخصاً تنهب حافلات الركاب والشاحنات في المنطقة الحدودية بين السودان وليبيا. وعلم ان الجيش تعقب العصابة بعد استيلائها على شاحنة غرب البلاد، وطاردها حتى الحدود التشادية بعد مواجهات بين الطرفين انتهت بمقتل بعض أفراد العصابة وأسره. من جهة أخرى، اتفق ممثلون عن "الحركة الشعبية لتحرير السودان" وفصيل متحالف مع الحكومة على وقف اطلاق النار بينهما في منطقة فنجاك في ولاية جونقلى جنوب البلاد. وقال المسؤول في مستشارية السلام التابعة للرئاسة الضو محمد الماحي إن ممثلين عن "الحركة" التي يتزعمها جون قرنق وآخرين عن قوات العميد قبريال تايخ وقعوا اتفاقاً بوقف النار بينهما، بعد محادثات مكثفة بين الطرفين، الأمر الذي سيؤدي إلى تسهيل حركة المواطنين واستقرار المنطقة.