أعلن رئيس الوزراء التركي زعيم حزب العدالة والتنمية رجب طيب اردوغان أمس تشكيل حكومته الجديدة المؤلفة من 22 وزيراً، في وقت تواجه بلاده ضغوطاً من الولاياتالمتحدة للسماح بنشر قواتها في تركيا من اجل شن حرب محتملة على العراق. وقدم اردوغان أسماء الوزراء الى الرئيس احمد نجدت سيزر في لقاء مقتضب، على ان تتسلم الحكومة مهماتها في ختام عملية تصويت على الثقة داخل البرلمان والمتوقعة الثلثاء المقبل. وتضمنت التشكيلة الجديدة تعيين رئيس الوزراء المستقيل عبدالله غل نائباً لرئيس الوزراء وزيراً للخارجية وكمال أوناكيتان وزيراً للاقتصاد وعبدالقادر أكسو للداخلية وفيسدي غونول للدفاع، فيما عين علي باباجان وزير الاقتصاد في الحكومة السابقة وزيراً للدولة. وغاب عن التشكيلة أولطغرل يالتشين بايار نائب رئيس الوزراء السابق الذي لعب مع يشار ياكيش وزير الخارجية السابق دوراً مهماً في رفض البرلمان المذكرة التي قدمتها الحكومة السابقة والمتعلقة بنشر نحو 62 ألف جندي اميركي في تركيا اعتباراً من مطلع الشهر الجاري. ولم يتطرق اردوغان الى اي خطط لطرح هذه المذكرة على التصويت، معلناً أنه سيتم أولاً طرح برنامج حكومته للمناقشة لنيل الثقة في الايام المقبلة. لكن ياكيش توقع ان يطرح أردوغان المذكرة على البرلمان بعد نيل الثقة. في انتظار ذلك، طلبت واشنطن أمس من رئيس الحكومة التركية الجديد، في رسالة من الرئيس جورج بوش نقلها السفير الاميركي في انقرة روبرت بيرسون، فتح المجال الجوي التركي "في صورة عاجلة" امام الطائرات الاميركية، اذا لم يكن ممكناً حالياً التصويت على نشر قوات. وقالت مصادر ديبلوماسية ان بوش حذر اردوغان، في الرسالة، من ابعاد تركيا عن المخططات الاميركية المتعلقة بالعراق من خلال منع الجيش التركي من الدخول الى شمال العراق. وأشارت الى ان الولاياتالمتحدة بدأت فعلاً بتطبيق خطة بديلة استثنت تركيا فعلاً، وذلك عبر عمليات انزال في شمال العراق، لكن واشنطن لا تزال في حاجة الى المجال الجوي التركي للمضي في عمليات الانزال. وبحسب المصادر اتصل اردوغان، بعد اجتماع مع رئيس الاركان الجنرال حلمي اوزكوك، بنائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ليبلغه ان فتح المجال الجوي التركي يحتاج هو أيضاً لموافقة البرلمان.