يقول خبراء في مكافحة الارهاب ان القضاء على زعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن لا يعني بالضرورة نهاية للتنظيم، وإن كان قد يؤدي الى انقسامه. ويعتقد مسؤولون وخبراء ان ليس لدى "القاعدة" بديل عن بن لادن يمتلك قدراته القيادية. لكن التنظيم يملك كوادر قادرين على استكمال مسيرة زعيمهم. وقال محلل الارهاب السابق في وكالة الاستخبارات المركزية سي اي آي ستان بيدلنغتون ان قتل بن لادن سيكون "ضربة قوية اذ أن احداً لا يملك السمعة نفسها التي يمتلكها هذا الرجل". وتتزايد احتمالات اعتقال بن لادن اثر اعتقال الرجل الثالث في "القاعدة" خالد الشيخ محمد منذ ثلاثة اسابيع في باكستان. وتكاثرت الاشاعات أخيراً عن عمليات تقوم بها القوات الاميركية لاعتقال بن لادن، وترددت انباء كاذبة عن اعتقاله. ونفى مسؤولون باكستانيون وأميركيون تقريراً بثته الاذاعة الايرانية عن اعتقال زعيم "القاعدة" في باكستان، وأن هذا الاعتقال لن يعلن قبل اندلاع الحرب على العراق. وفي حال اعتقال بن لادن، يعتقد مسؤولون ان الرجل الثاني في التنظيم وهو الجراح المصري ايمن الظواهري سيخلفه. لكن التقارير تشير الى ان الظواهري يرافق بن لادن، ما يبعد احتمال فراره لوقت طويل بعد اعتقال بن لادن. وفي حال تسلم الظواهري قيادة التنظيم، فإنه لن يعطي التأثير نفسه في مجرى الامور في "القاعدة". ويقول المسؤول السابق في مكافحة الارهاب في "سي اي آي" فينس كانيسترارو ان اعضاء التنظيم "لن يموتوا من اجل الظواهري لكنهم مستعدون للموت من اجل بن لادن". ويشير مسؤولون الى ان المرشح التالي في التنظيم هو مسؤول الامن والاستخبارات في "القاعدة" سيف العدل. ويضيف كانيسترارو ان قتل بن لادن او اعتقاله سيحدث فرقاً مهماً في التنظيم. وقال: "اذا مات شهيداً سيتحول الى قدوة لآخرين، ولكن اذا اعتقل واحتجز في زنزانة مرتدياً الثوب البرتقالي، ستذهب الهالة المحيطة به". ومهما كان الامر، يقول مسؤولون في مكافحة الارهاب ان ارث بن لادن سيبقى، وسيتولى كوادر تنظيمه مهمة الاستمرار في تنفيذ عمليات ارهابية، اضافة الى ان "انعدام الفرص الاقتصادية في العالم الاسلامي" الذي يعتقد مسؤولون كثر أنه المسبب الاول للارهاب لا يزال حاضراً بقوة. وقال مدير الاستخبارات الدفاعية توماس ويلسون امام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ: "لا يوجد بديل محتمل قادر على اجتذاب قوميات ومصالح ومجموعات مختلفة لتشكيل الانصهار الكبير الذي اوجده بن لادن في صفوف المتشددين في جميع انحاء العالم". وأضاف ان "القاعدة بعد اعتقال زعيمها ستنقسم الى تنظيمات عدة، ولكنها على رغم ضعفها تشكل تهديداً للمصالح الاميركية في العالم".