حذر خبير سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) طارد عدة سنوات زعيم تنظيم القاعدة من ان اسامة بن لادن سيعود الى الظهور عندما يشن هجوما جديدا على الولاياتالمتحدة. وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس، قال مايكل شوير المسؤول السابق عن «وحدة ابن لادن» في وكالة الاستخبارات «عندما يهاجمنا من جديد على ارض الولاياتالمتحدة سنعرف مدى اهميته. واضاف المسؤول الكبير السابق في الاستخبارات الاميركية ان ابن لادن ما زال قويا مع انه مختف عن الانظار. وقال «اننا نخلط بين الصمت والهزيمة وكل صمت يثير القلق». وينتقد شوير باستمرار منذ استقالته في تشرين الثاني - نوفمبر الماضي من السي آي ايه ادارة الرئيس جورج بوش و«الحرب على الارهاب» التي تشنها. ورأى ان ايمن الظواهري اقرب مساعدي ابن لادن تولى مؤقتا على ما يبدو قيادة تنظيم القاعدة ليتيح على الارجح لزعيم التنظيم التحضير لاعتداء آخر على الولاياتالمتحدة. ويعود آخر ظهور لابن لادن الى تشرين الثاني - نوفمبر عشية الانتخابات الرئاسية الاميركية. وقد تبنى زعيم القاعدة اعتداءات الحادي عشر من ايلول - سبتمبر 2001 . وردا على الاسباب التي ادت الى غياب زعيم القاعدة منذ ذلك الحين، قال شوير «لا اعتقد اننا سنسمع منه شيئا قبل ان يهاجمنا من جديد». واضاف ان «ظهوره عشية الانتخابات (الرئاسية الاميركية) كان يهدف فقط الى ان يقول «لقد حذرتكم اربع مرات. لقد امتثلت (لقواعد) العالم واعطيتكم كل الانذارات التي يتطلبها مني الدين». وتابع شوير مؤلف كتاب «غرور امبراطوري» (امبريال هيوبريس) الذي نشره بدون كشف اسمه كما طلبت وكالة الاستخبارات المركزية «اعتقد ان هذا هو سبب تولي الظواهري القيادة (القاعدة) الآن». وكان آخر مكان عرف لابن لادن حدد في كانون الاول - ديسمبر 2001 في جبال تورا بورا على حدود افغانستان والمنطقة القبلية الباكستانية. وقد خصصت الولاياتالمتحدة مكافأة قدرها 25 مليون دولار لاعتقاله ومبلغ مماثل لاعتقال ايمن الظواهري. واكدت باكستان الشهر الماضي ان ابن لادن اصبح معزولا وشبكة اتصالاته فككت. وقال شوير «اعتقد اننا لم ندمر قدرة (القاعدة) على مهاجمتنا». واضاف في حديثه لوكالة فرانس برس «اعتقد ان ابن لادن سيواصل الاستفادة من وسائل الاعلام الدولية عندما يقرر الظهور فيها علنا». وفي منتدى نظمه مركز التقدم الاميركي، مركز ابحاث ليبرالي، قال شوير ان تنظيم القاعدة سيستمر حتى بدون اسامة بن لادن» من جانبه، رأى ارسل ايدينلي الخبير السابق في مكافحة الارهاب لدى الشرطة التركية والاستاذ في جامعة جورج تاون، ان اسامة بن لادن لم ينجح في جذب المسلمين بشكل كبير الى جهاده ضد الغرب. واضاف «لكن حتى اذا اسر (ابن لادن) او قتل سيكون علينا على الارجح معالجة ارثه الارهابي»، موضحا ان القاعدة «تفتت الى مجموعات صغيرة قادرة على شن عدد كبير من الهجمات» وتابع الخبير التركي ان «هناك جدلا كبيرا حول ما اذا كان (ابن لادن) خدم مصالح العالم الاسلامي او اضر بها، مشيرا بذلك الى تحقيق اجراه الصيف الماضي بين المسلمين في الشرق الاوسط واوروبا.