دعا المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين" الإخوان في كل مكان إلى الجهاد للدفاع عن العراق، وخاطبهم قائلاً: "حي على الجهاد والله معكم ولن يتركّم أعمالكم"، وأكد مأمون الهضيبي في رسالة وجهها الى أعضاء الجماعة في العالم وحصلت "الحياة" على صورة منها "ثقته بالنصر". وجاءت دعوة الهضيبي بعد يومين فقط من بيان اصدره "مجمع البحوث الاسلامية" في الازهر دعا فيه المسلمين جميعاً الى الجهاد ضد من سماهم "الغُزاة الصليبيين"، إذا ما وقعت الحرب الاميركية ضد العراق بعدما اشار إلى أن غزو الصليبيين لدولة مسلمة "يجعل الجهاد فرض عين على كل المسلمين". وفي بيروت، أعلن الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله ان "شعوب المنطقة ستستقبل الغزاة الأميركيين بالبنادق والدماء والسلاح والشهادة والعمليات الاستشهادية، ولن تستقبلهم بالورد والرياحين والرز والعطر". راجع ص7 وظل "الاخوان" اكثر القوى السياسية حضوراً في الساحة المصرية في التعبير عن مظاهر الاحتجاج ضد الحرب المحتملة. وعلمت "الحياة" أن الجماعة ترتب لتصعيد مظاهر الاحتجاج بالخروج الى الميادين الرئيسية للتظاهر لحظة وقوع الحرب. ودعا الهضيبي حكام العرب والمسلمين إلى "العودة الى الحق بالوقوف مع شعوبهم ضد العدوان والهجمة البربرية الشرسة من الصهاينة والاميركان"، منتقداً "عجز الحكومات عن اتخاذ اي خطوة واحدة ضد الحملة الاميركية العسكرية التي توشك ان تنطلق صواريخها وقنابلها وقذائفها لتقتل وتبطش بأهل العراق وتريق دماءهم"، وناشد مرشد الإخوان الشعب الاميركي "الذي يجب أن ينظر الى مصالحه المقبلة"، أن "يقف وقفة تحسب له في التاريخ لوقف ظلم وسفه حكامه"، وخاطب الشعوب العربية والاسلامية قائلاً: "هذه قضيتنا جميعاً ولابد ان نأخذ الدروس والعبرة منها ولنهب على قلب رجل واحد لوقف هذه المهزلة، بالوعي العام الضاغط على أولى الأمر فينا ليتخذوا من المواقف ما يتناسب وفداحة الحدث الواقع بنا جميعاً". أما الامين العام ل"حزب الله"، الذي كان يتحدث في ختام مسيرة شارك فيها نحو مئتي ألف في ذكرى "عاشوراء" المسلمين، فدعا الى "تقدير واحترام مواقف الكنيسة المسيحية في العالم وموقف الفاتيكان وموقف البطاركة في وسورية ولبنان". ونصح المسلمين والخطباء ب"اجتناب أي تعبير قد يشعر فيه كثير من المسيحيين بالاساءة، فاذا كان تعبير الحروب الصليبية يسيء اليهم يجب ان نفتش عن مصطلحات أخرى". ودعا الى "تحالف اسلامي - مسيحي في مواجهة المشروع الاميركي الصهيوني" واعتبر نصر الله أن الانتفاضة الفلسطينية "استطاعت ان تهز الكيان الصهيوني وان تضعه للمرة الأولى منذ خمسين عاماً أمام خطر الازالة والفناء". ورأى ان "من جملة الاسباب الحقيقية لاستعجال الولاياتالمتحدة اعلان الحرب على العراق قبل ان يحقق الرئيس جورج بوش اهدافه في افغانستان، هو الخشية الحقيقية لدى الادارة الأميركية والصهاينة في أميركا من الخطر الوجودي الذي بات يتهدد كيان دولة اسرائيل بفعل المقاومة والانتفاضة في فلسطين والتضامن الشعبي العربي". وتابع: "صحيح انهم يقولون ان من نتائج الحرب الأميركية على العراق والمنطقة فرض تسوية سلمية مذلة على الفلسطينيين وعلى العرب ولكن من قال ان الأمور ستسير في هذا الاتجاه؟"