باتت "الحياة" الجريدة الوحيدة التي سمحت لها السلطات الألمانية بدخول زنزانة الشيخ محمد علي المؤيد في فرانكفورت حيث يقبع هناك منذ 11 كانون الثاني يناير الماضي بعدما اعتقلته السلطات الألمانية ومرافقه محمد زايد بناء على طلب أميركي، للاشتباه بوجود علاقة للشيخ المؤيد الذي ينتمي ل"التجمع اليمني للإصلاح" مع تنظيم "القاعدة" وأسامة بن لادن. كان على المؤيد أن يختار وسيلة صحافية واحدة ليتمكن من كسر العزلة في زنزانته الانفرادية فاختار "الحياة" للاطلاع على ما يجري في العالم وما تقوله الصحافة العربية والدولية عن قضيته. وحصل ذلك بعدما خففت السلطات الألمانية اجراءات الاعتقال فسمحت للمؤيد أخيراً بالاتصال هاتفياً بأسرته وزاره محام يمني في سجنه. لكن الشيخ لا يزال يسمي زنزانته "زنزانة ممنوع"، وأكد للمحامي أنيس الدعيس، أحد موكلي أسرته استعداده لأن يقدم "رقبته" إن ثبت عليه شيء من الاتهامات الأميركية. وشكا بمرارة من وضعه في زنزانة انفرادية "كل شيء فيها ممنوع، الكلام، والسلام، وحتى الشمس، الهواء النقي لا يدخلها من باب أو نافذة"، وبين حراس لا يفقهون ما يقول ولا يدري بأي كلمات يتحدث إليهم لكسر الرتابة والوحدة. وليس أمام المؤيد سوى الانتظار حتى نهاية الشهر الجاري ليعرف قرار المحكمة الألمانية المختصة بشأن مصيره ومرافقه، وما إذا كان سيعود إلى بلده، وإلى "مركز الإحسان" الخيري الذي يديره ويساعد من خلاله آلاف المعوزين، وإلى المسجد التابع لمركزه الخيري حيث يؤم المصلين كل يوم جمعة. يذكر أن الحكومة الأميركية ادرجت المركز الخيري في لائحة الاتهامات، كما أشارت إلى تمويله عرساً جماعياً لعشرات من الشباب الفقراء. وكان الأميركيون خططوا لعملية "استخباراتية" استدرج خلالها الشيخ المؤيد إلى المانيا حيث اعتقلته السلطات، لكن المحكمة الألمانية لم تبت بعد تسليمه إلى واشنطن، لأنها اعتبرت الأدلة الأميركية ضده غير كافية وتنتظر أدلة لا تقبل الشك في مهلة تنتهي في 30 آذار مارس الجاري. ويقول المحامي الدعيس ان الشيخ عدد له قائمة طويلة من الممنوعات التي يفرضها سجانوه، ومن نوعية الطعام التي لا تتناسب وظروفه الصحية. واضاف ان الشيخ "احتفل" ذات يوم عندما وجد قطعة من لحم الدجاج ربما تسللت الى صحنه من دون علم الحراس. ونقل المحامي عن المؤيد تعليقه على قائمة الاتهامات الاميركية التي تضاف الىها اتهامات جديدة كل يوم، بما فيها اتهامه بارتكاب جرائم لم يسبق ان سمع بها مثل "غسيل الاموال". وهو قال للمحامي: "اقسم لكم بأنني لم أسمع بأن هناك جريمة اخرى اسمها غسيل اموال، حتى أنني تصورت ان غسيل الاموال هو لتنظيفها مما يعلق عليها من اوساخ لكثرة الاستعمال والتداول والاستهلاك بين الناس كما يحدث في اليمن". ومن التهم ايضاً اقامة عرس جماعي برعاية مركزه الخيري "يقولون المحققون أن الشباب الذين صورناهم في العرس الجماعي مجاهدون ارسلناهم لتنفيذ عمليات. هل هم مجانين واين ذهبت عقولهم. يقولون المحققون انني حوّلت 20 مليون دولار لاسامة بن لادن، والله لا احلم بهذا المبلغ حتى في المنام وتحت البطانية. نحن شعب فقير فكيف يتوافر لنا هذا المبلغ". ينتظر المؤيد ومرافقه مصير لا يزال مجهولاً وسط ضغوط مزدوجة تمارسها الولاياتالمتحدة على اليمن كي يتخلى عن مطالبته بتسليم مواطنه، وعلى المانيا كي تسلمه لواشنطن من دون عراقيل.