في قاعدة "السيلية" تطالعك لافتة عريضة مكتوب عليها بالعربية والانكليزية: "المركز الإعلامي للتحالف"، تضم مقراً متنقلاً للقيادة المركزية الاميركية. على مدى ثلاث ساعات جالت "الحياة" في القاعدة العسكرية، ودخلت غرف الجنود الذين يقدر عددهم بألف عسكري شاركوا قبل فترة في تمرين الكتروني تحت عنوان "نظرة من الداخل" حضره وزير الدفاع دونالد رامسفيلد والجنرال تومي فرانكس. وكان مسؤولو المركز الإعلامي الاميركي أتاحوا لعدد محدود من الصحافيين بينهم مراسل "الحياة"، زيارة القاعدة ومركزها الاعلامي الذي يقع الى جوار "غرفة العمليات". وحرص الأميركيون في المركز الذي يعمل فيه 450 شخصاً، على ان "مطبخ البيانات لم يفتتح رسمياً حتى الآن ولن يتم هذا الا إذا انطلقت العمليات، ونتمنى أن تحل الأمور سلماً". لكن جولة في هذا المكان، تكشف ان المركز ينتظر قدوم قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال فرانكس الذي سيكون الناطق الرئيسي في المؤتمرات الصحافية، الى جانب جنرالات آخرين. وفيما تمنى العقيد شيبرد، وهو المسؤول الأول في المركز مدير العلاقات العامة "ألا يفتتح موقع المؤتمرات الصحافية في مركز السيلية، وهو المركز الرئيسي في منطقة الخليج، قال اننا حريصون على تقديم المعلومات للصحافيين وتوفير التسهيلات المطلوبة". ويتسع "المركز الإعلامي للتحالف"، كما قال العقيد ثورب، ل300 صحافي، وأبلغنا انه يمكننا الحصول على بطاقات تسمح بدخول القاعدة، وقال ان اكثر من 500 صحافي موجودون حالياً مع القوات الأميركية في الكويت، وبعض هؤلاء موجود على متن سفن وحاملات للطائرات، وكان مئات الصحافيين الغربيين وصلوا الى قطر منذ أشهر ويتزايد عددهم يومياً. وقال العقيد ثورب: "نشعر بالأمن والراحة في قطر، ونقدر الضيافة التي وجدناها، والترحيب الذي لمسناه في الشارع" و"أتمنى أن أعود يوماً كسائح الى هنا" كما "أتمنى ان أعود الى زوجتي وابنائي في أميركا". وشاهدت "الحياة" داخل قاعدة "السيلية" مخازن عدة كانت تحتوي في وقت سابق على أسلحة أميركية، وقال أحد العسكريين ل"الحياة": "هنا كانت 150 دبابة و350 مصفحة" ويبدو أنها نقلت الى موقع آخر في الخليج ويعتقد الى الكويت. وتحولت المخازن الكبرى للسلاح الى سكن للعسكريين كما قال أحد المجندين، ولوحظ ان القيادة المركزية الاميركية وفرت مستوى رفيعاً لاقامة المجندين وهو في مستوى "خمس نجوم"، ففيها أحدث أجهزة التكييف والمطاعم وخدمات فضائية لعشر محطات بينها "سي ان ان" وقناة موسيقية، اضافة الى قناة لعرض الأزياء. وعلمت "الحياة" ان أحد المخازن يضم 300 وحدة سكنية، كل وحدة لشخصين، وكان لافتاً وجود خيام للنساء، وأخرى للرجال، وتضم كل خيمة 80 شخصاً، وعُلم ان المباني السكنية اكتملت في تشرين الأول اكتوبر الماضي، وتضم القاعدة مباني ضخمة مخصصة لإدارة القوات، ومن وسائل الترفيه حمام للسباحة، اضافة الى أجهزة الكومبيوتر الشخصية التي يستخدمها الجنود لمخاطبة الأهل في أميركا عبر الانترنت. ولم تترك قيادة القوات الأميركية شيئاً لم توفره للجنود، لكن الوجبات ليست مجانية وقال مجند من أصول عربية ان قيمة الوجبة 12 ريالاً، وأوضح ان القوات الأميركية في الخليج تضم عسكريين أميركيين من أصول عربية. وكان الأميركيون في القاعدة أكدوا انهم "جاهزون لتنفيذ توجهات الرئيس جورج بوش الذي يعلم مدى جاهزيتنا". وقالوا للصحافيين ان البطاقة التي ستحصلون عليها تخولكم لدخول "المركز الإعلامي للتحالف"، لكن الاجراءات الأمنية ستكون مشددة، وسيرافق أي صحافي مرافق من البوابة حتى المركز الإعلامي، كما ستستخدم "الكلاب" لفحص الكاميرات والمسجلات.