لزم المتحدثون العسكريون الاميركيون في قاعدة السيلية الصمت المطبق فيما يتعلق بالحرب ضد العراق، ودأبوا على إبلاغ الصحافيين ان ليس لديهم معلومات يدلون بها، مع ما يبدو من عدم تحمسهم لعقد المؤتمرات الصحفية اليومية الموعودة. وكان من المفترض عقد المؤتمر الصحفي الاول في المركز الذي بلغت تكلفة انشائه مليون دولار امس الجمعة من جانب متحدث صحفي بريطاني، لكن المؤتمر الغي مما ادى الى اثارة شكوك بين الصحافيين في احتمال ان يكون ذلك استجابة لطلب من المسؤولين الاميركيين. وقال الناطق بلسان الجيش البريطاني الكولونيل روني ماكورت "لا استطيع ان ابلغكم سبب الغاء المؤتمر". واضاف "اعرف السبب لكنني لا استطيع كشفه لكم". وقال الكولونيل بسلاح الجو الاميركي، راي شيبرد، المسؤول عن الشؤون العامة في القيادة المركزية الاميركية، انه لا يستطيع التحدث بشكل مفصل عن تغيير البرامج، لكنه اضاف "لست على علم بمثل هذا الطلب". ويتزايد السخط بين ما يزيد عن 600 مراسل كانوا يأملون في ان يتمكن المسؤولون الاعلاميون بالجيش الاميركي الذين تم ايفادهم الى مركز التخطيط المتقدم في القيادة المركزية، من شرح وتفسير ما يحدث في ساحة المعركة. غير ان المتحدثين الاميركيين دأبوا على ابلاغ الصحافيين الساعين للحصول على تأكيدات لتقارير من الميدان، ان ليس لديهم اي معلومات يزودونهم بها. ومع انطلاق العمليات الجوية والبرية ضد العراق، فانهم لم ينظموا بعد ولا حتى مؤتمر صحفي واحد للمراسلين، وهم غير متحمسين لذلك على الاطلاق. وكان قد تم ابلاغ المراسلين، الذين دفعت وسائل الاعلام التي توظفهم 168 الف دولار لتركيب خطوط اتصالات اضافية، بانه سيكون هناك ثلاثة مؤتمرات صحفية يوميا عندما تبدأ الحرب. وطمأن متحدث اميركي كبير احد السائلين بانه "ستكون هناك مؤتمرات صحفية". وعلاوة على ذلك فان دافعي الضرائب الاميركيين اسهموا بأكثر من مليون دولار لتحويل مستودع في القاعدة الى مركز صحفي حديث كامل التجهيز من تصميم محترف. وعقب الغاء المؤتمر الصحفي البريطاني، قام المسؤولون الاعلاميون الاستراليون الذين انضمت بلادهم الى الولاياتالمتحدة وبريطانيا في الحملة للاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين، بتنظيم لقاء مع الصحفيين الاستراليين والبريطانيين، ولكن خارج المركز الصحافي الرسمي. وقال بول مارتن، رئيس التحرير لدى ورلد نيوز اند فيتشرز، والذي حضر اللقاء "انهم يعتبرون انه بما ان العمليات هي بقيادة اميركية فانهم يشعرون بارتياح اكبر في الحديث عنها علنا بعد ان يتحدث تومي فرانكس" الجنرال الاميركي الذي يدير الحرب على العراق. ويتواجد الجنرال فرانكس في القاعدة منذ الخميس، لكن لا هو ولا المتحدثين بلسانه التقوا بالصحافيين. وجاء بث القيادة المركزية لكلمته الحماسية لرجاله لليوم الاول من العمليات، متأخرا يوما. وردا على سؤال حول الجدل الدائر، اقترح الكابتن في البحرية الاميركية فرانك ثورب، وهو خبير إعلامي كبير، ان يحصل المراسلون على الاخبار من التلفزيون او من الصحافيين المتواجدين مع القوات الاميركية في الميدان. وقال "لا اصدق ان وكالة فرانس برس تجد صعوبة في الحصول على معلومات حول عملية يغطيها 500 مراسل وتبث على شاشات التلفزيون في انحاء العالم".