أكدت روسيا رسمياً وفي شكل قاطع انها ستستخدم حق النقض الفيتو لتعطيل قرار في مجلس الأمن يجيز حرباً على العراق، قال وزير الخارجية ايغور ايفانوف انها ستكون "مجزرة". وشدد قادة روسياوفرنسا والمانيا على وجود فرصة لتسوية سلمية. وأكد ايفانوف انه "لم يسمع حججاً جدية" تدعم استخدام القوة أثناء الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن، واضاف ان روسيا أعلنت هناك انها لا ترى ضرورة لأي قرار جديد، وتعتبر ان المشروع الاميركي - البريطاني - الاسباني المقترح "ليس من المناسب" عرضه على المجلس للتصويت. وشدد على ان ذلك اذا حصل "ستصوت روسيا ضده". وهذه أول مرة تعلن فيها موسكو موقفها بمثل هذه الصورة الجازمة، ونبه مصدر قريب الى وزارة الخارجية، اتصلت به "الحياة"، الى ان تصريح الوزير جاء بعد تسريب مجلة "تايم" الاميركية خبراً عن تعهد مزعوم من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى نظيره الاميركي جورج بوش، بعدم استخدام حق النقض الفيتو في مجلس الأمن. ووصف ايفانوف المشروع المقترح بأنه يتضمن "مطالب تعجيزية صيغت كإنذار نهائي". وسئل هل يمكن العراق الصمود عسكرياً في وجه القوات المتحالفة ضده فأجاب: "قطعاً لا". وتابع ان نظرة سريعة الى المعلومات الاحصائية تفيد ان الحرب ستتحول الى "مجزرة". وشدد ايفانوف على ان "دعاة القطبية الواحدة يواجهون اليوم جبهة واسعة" من الدول الرافضة، لافتاً الى ان روسيا تبحث عن صيغة ل"عالم ديموقراطي متعدد الأقطاب". ويكتسب كلام ايفانوف اهمية خاصة، في ضوء تسريبات عن احتمال طرح المشروع للتصويت في مجلس الأمن اليوم أو غداً. وفي اطار الاستعداد للمواجهة المحتملة، اجريت اتصالات مكثفة على مستوى القادة واتصل بوتين بنظيره الفرنسي جاك شيراك والمستشار الألماني غيرهارد شرودر، وأكد بيانان رسميان ان المحادثات اكدت ضرورة مواصلة عمليات التفتيش في العراق، استناداً الى تقريري هانس بليكس ومحمد البرادعي. وشدد المكتب الصحافي للكرملين على ان القادة الثلاثة اتفقوا على وجود "فرص فعلية لتسوية سلمية". وقال السفير الاميركي في موسكو الكسندر فيرشبو ان من الممكن "نزع سلاح العراق سلماً، من دون حرب، ومن دون تغيير النظام"، في حال امتثال بغداد لشروط سترد في مشروع قرار يطرح على مجلس الأمن. واضاف انه في حال عدم الاستجابة سيجرد العراق من اسلحته بالقوة و"لن يكون ذلك الا بتغيير النظام". الى ذلك، رفضت الخارجية الفرنسية الرد على تحذير وزير الخارجية الاميركي كولن باول فرنسا من عواقب استخدامها حق النقض ضد مشروع القرار الاميركي - البريطاني - الاسباني. واكدت ان وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان تناول في الأيام الأخيرة العلاقات الفرنسية - الاميركية، وشدد أمام مجلس الأمن الجمعة الماضي على "الصداقة التي تربطنا بالشعب الاميركي"، وذكّر مجدداً ب"القيم المشتركة وهي الحرية والتسامح والعدالة". ونقلت وكالة "فرانس برس" عن دوفيلبان قوله أمس في ياوندي ان حكومته "ستتحمل مسؤولياتها كعضو دائم في مجلس الأمن" لمنع التصويت على مشروع القرار. ويقوم الوزير بجولة افريقية، لإقناع دول اعضاء في مجلس الأمن برفض أي مشروع يجيز الحرب على العراق. وقال الوزير الفرنسي إن "من الواضح ان فرنسا لن تقوم بالقاء ثقل هذا العبء رفض المشروع الاميركي على اصدقائها، الدول الاخرى في مجلس الامن، وسنكون القدوة". وأبلغ المستشار شرودر الرئيس شيراك تأييده اقتراحه عقد قمة لرؤساء الدول الاعضاء في المجلس لمناقشة أزمة العراق، واستعداده للمشاركة فيها اذا عقدت في الأممالمتحدة. وقال ناطق رسمي الماني ان عقد القمة "رهن بتطورات القضية وبعدد رؤساء الدول والحكومات الذين سيشاركون"، مضيفاً ان روسيا لم تحدد موقفها بعد من الاقتراح الفرنسي. ورداً على توقع الولاياتالمتحدة ضمان تسعة أصوات لمصلحة قرار ثان داخل مجلس الأمن، قال الناطق باسم الخارجية الالمانية فالتر ليندنر ان حكومته لا ترى ان الموقف الاميركي - البريطاني يحظى بأكثرية. وفي سياق آخر أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الألمانية انها ستبقى على موقفها الذي يضمن للقوات الاميركية حرية الحركة على أراضيها اذا اندلعت الحرب. واحتلت مجموعة من منظمة "غرين بيس" السلام الأخضر بوابة براندنبورغ التاريخية أمس، تعبيراً عن معارضتها الحرب على العراق، ورفعت فوق البوابة لافتة كبيرة كتب عليها "أوروبا القديمة تقول: لا للحرب". ووزعت المنظمة مناشير اعتبرت الحرب "انتهاكاً للقانون الدولي" و"جريمة" داعية حكومة شرودر الى التصويت ب"لا" في مجلس الأمن. وأظهر استطلاع للرأي اجراه "معهد فورزا" ان 91 في المئة من الألمان يرفضون الآن حرباً على العراق، في مقابل 86 في المئة قبل اسبوع.