اضطرت الولاياتالمتحدةالامريكية والمملكة المتحدة اللتان وجدتا نفسيهما في موقف لا تحسدان عليه امس الى قبول تأجيل التصويت في مجلس الامن على مسودة القرار الذي تقدمتا بها ورفضتها الدول الثلاث الاخرى التي تتقاسم حق النقض في مجلس الامن مع امريكاوبريطانيا بسند قوي من الرأي العام العالمي.وقال السفير الامريكي جون نيجروبونتي أن التصويت الذي كان مقررا في الاصل أن يتم "اليوم" امس سوف يتم في وقت لاحق هذا الاسبوع . وقال نيجروبونتي ما زلنا نعمل من أجل الحصول على التأييد اللازم لمسودة القرار . وأضاف أن أهم شئ هو أننا مازلنا مقتنعين بأن العراق غير منصاع لما يقضي به (القرار) 1441 وأنه إذا أخفق في نزع أسلحته سلميا، فسوف يتم نزع أسلحته بالقوة . ولم يكن حال السفير البريطاني في الاممالمتحدة جيريمي غرينستوك افضل من حال زميله نجروبونتي فقد غير لهجة التشدد وقال ان بريطانيا قد توافق على ادخال اختبارات في مشروع القرار الذي قدمته الى مجلس الامن للحكم على درجة تعاون العراق مع مفتشي الاممالمتحدة. وقال غرينستوك في تصريح صحافي اننا نبحث فيما اذا كان وضع لائحة اختبارات تدل على تعاون العراق سيكون امرا مفيدا. واضاف السفير اثر ثلاث ساعات من المشاورات المغلقة بين اعضاء المجلس ليل الاثنين الثلاثاء هذا لا يعني اننا اتخذنا قرارا بهذا الخصوص ولكن ذلك يثير اهتماما واضحا. وقد واجه مشروع القرار الذي قدمته بريطانياوالولاياتالمتحدة واسبانيا واعتبر انه يسمح باستخدام القوة ضد العراق باعطائه مهلة تنتهي في 17 مارس وانتقد اعضاء في المجلس هذا الانذار معتبرين ان مهلته قصيرة واعربوا عن اسفهم لعدم احتواء النص اختبارات موضوعية لمدى التعاون العراقي مما انتهى الى تجاهله. بوش يواصل الاتصالات في هذه الاثناء واصل الرئيس الامريكى جورج دبليو بوش اتصالات الضغط والترهيب والاغراء برؤساء الدول فيما سماه المتحدث باسم البيت الابيض الامريكى أرى فليشر بيوم حافل بالعمل بدبلوماسية الهاتف لاقناعها بتأييد القرار الامريكى البريطانى الجديد. فقد أجرى بوش اتصالا هاتفيا بالرئيس الصينى جيانغ زيمين وبرئيس الوزراء اليابانى جونيتشيرو كويزومى وبرئيس جنوب أفريقيا ثامبو مبيكى وغيرهم0 وقال المتحدث باسم البيت الابيض الامريكى ان بوش أكد للرئيس الصينى عزمه على الدفاع عن أمن الشعب الامريكى. وقالت وسائل الاعلام الصينية ان الرئيس الصينى اكد ان عمليات التفتيش عن الاسلحة العراقية يجب ان تستمر معربا عن امله فى ان تحل هذه القضية بالطرق السلمية0 شيراك مستعد لاستخدام الفيتو وفي باريس قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك انه لن يساند شن عمل عسكري ضد العراق ما لم يبلغه المفتشون الدوليون بعدم تمكنهم من احراز اي تقدم هناك مؤكدا ان مسؤولية تقرير العمل العسكري تقع على عاتق مجلس الامن وحده0وقال شيراك ان فرنسا ستصوت ب (لا) ايا تكن الظروف موضحا عندما تصوت احدى الدول الدائمة العضوية بلا، لا يتم تبني القرار حتى اذا كانت هناك اغلبية، فلا يعتمد القرار، وهذا ما نسميه الفيتو .وهذه هي المرة الاولى التي يستخدم فيها شيراك كلمة فيتو. وطالب شيراك في برنامج تلفزيوني اذيع ليلة الاثنين الثلاثاء بوجود ايضاحات حول نوايا المجتمع الدولي ازاء العراق واذا كانت النية هي نزع اسلحة العراق فهذا شيء لكن اذا كانت النية هي الاطاحة بالنظام فذلك شيء أخر0 واشار الى لائحة طويلة من الانظمة التي تسترعي انتباه المجتمع الدولي اما لشكوك حول شرعيتها او لسعيها وراء اسلحة الدمار الشامل بدءا من كوريا الشمالية0 وحذر شيراك من ان الحرب لا يجب ان تكون رد فعل سريعا على موقف محدد خاصة في حال العراق وفي ضوء عمل المفتشين الدوليين على اراضيه مطالبا بمواصلة عملهم ومعتبرا ان اللجوء للحرب كملاذ اخير يعد اقرارا بالفشل في حد ذاته0 ودافع الرئيس شيراك عن مقترحه بعقد اجتماع لمجلس الامن على مستوى رؤساء البلدان والحكومات لمناقشة الازمة العراقية والحرب المحتملة مشيرا الى انه يشعر بان من المناسب ان يناقش القادة بانفسهم القضية لبلوغها مرحلة خطيرة للغاية وسأذهب الى الاممالمتحدة بشرط ان يصدر القرار على اساس الاجماع بين اعضاء المجلس. روسيا عازمة على استخدام الفيتو وامس كررت روسيا من جديد اعتزامها استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي اذا تطلب الامر لمنع اصدار قرار امريكي بريطاني اسباني يعطي العراق مهلة حتى 17 مارس لنزع سلاحه. وابلغ وزير الخارجية ايجور ايفانوف الصحفيين اثناء زيارة لطهران ان موسكو مازالت تعارض القرار المقترح لكنه لم يعلق على مقترحات من مسؤولين بريطانيين وامريكيين بشأن احتمال تعديله. وقال ايفانوف عبر مترجم في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الايراني كمال خرازي روسيا تعارض بشدة هذا القرار.. سنعترض عليه. واضاف ان روسيا تدرس دعوة فرنسا لعقد قمة للامم المتحدة بشأن العراق تضم رؤساء الدول والحكومات مما يترك الاحتمال قائما بان يسافر الرئيس فلاديمير بوتين الى نيويورك لحضور جلسة مجلس الامن. وقال اعتقد ان ذلك مقبول. انه اقتراح يخضع لدراسة مكثفة وربما يكون محتملا. وقال ايفانوف ان روسيا التي هددت مع فرنسا العضو الدائم كذلك في مجلس الامن بمنع اصدار القرار الجديد تعتقد انه يتعين اعطاء مفتشي الاممالمتحدة عن السلاح المزيد من الوقت لاستكمال عملهم في العراق. الرئيس الامريكي يجري مزيدا من الاتصالات مع زعماء العالم